سنة 338 (شلح) ولما مرض اتاه أخوه ركن الدولة واتفقا على تسليم فارس إلى أبي شجاع فناخسرو بن ركن الدولة ولم يكن قبل ذلك يلقب بعضد الدولة فتسلمها بعد عمه ثم تلقب بذلك.
وتوفي ركن الدولة سنة 366 (شوس) واما معز الدولة فهو أبو الحسين أحمد بن بويه كان صاحب العراق والأهواز وكان يقال له الأقطع لأنه كان مقطوع اليد اليسرى وبعض أصابع اليد اليمنى قطعها الأكراد الذين كانوا في أطراف سجستان وكان في أول امره يحمل الحطب على رأسه ثم ملك هو وإخوته البلاد وكان معز الدولة أصغر الاخوة الثلاثة وكان حليما كريما عاقلا وكان متصلبا في التشيع، وروج مذهب الشيعة في العراق حتى أنه الزم أهل بغداد بالنوح والبكاء وإقامة المآتم على الحسين (عليه السلام) يوم عاشوراء في السكك والأسواق وبالتهنية والسرور يوم الغدير واظهار الزينة والفرح وضرب الدبادب والبوقات وكان يوما مشهودا.
حكي عن تاريخ ابن كثير انه قال: في سنة 352 أمر معز الدولة أحمد بن بويه في بغداد في العشر الأول من المحرم باغلاق جميع أسواق بغداد وان يلبس الناس السواد ويقيموا مراسم العزاء وحيث لم تكن هذه العادة مرسومة في البلاد لهذا رآه علماء أهل السنة بدعة كبيرة وحيث لم يكن لهم يد على معز الدولة لم يقدروا إلا على التسليم وبعد هذا في كل سنة إلى انقراض دولة الديالمة الشيعة في العشرة الأولى من المحرم من كل سنة يقيمون مراسم العزاء في كل البلاد وكان هذا في بغداد إلى أوائل سلطنة السلطان طغرل السلجوقي انتهى.
توفي معز الدولة سنة 356 (شنوه) ببغداد ودفن في داره ثم نقل إلى مشهد بني له في مقابر قريش ولما توفي ملك موضعه ولده عز الدولة أبو المنصور بختيار وتزوج الطائع الخليفة العباسي ابنته على صداق مائة ألف دينار وخطب خطبة العقد أبو بكر بن قريعة وكان عز الدولة ملكا سريا شديد القوة يمسك