الكنى والألقاب - الشيخ عباس القمي - ج ٢ - الصفحة ٤٦٦
والعرجي نسبة إلى عرج كفلس موضع بمكة وتقدم في الدولابي ما يتعلق به، حكى عن الأصمعي قال: مررت بكناس بالبصرة يكنس كنيفا ويغني (أضاعوني وأي فتى) البيت، فقلت اما سداد الكنيف فأنت ملئ به واما الثغر فلا علم لي بك كيف أنت فيه وكنت حديث السن فأردت العبث به فأعرض عنى مليا ثم اقبل فأنشد متمثلا:
وأكرم نفسي أفنى ان أهنتها * وحقك لم تكرم على أحد بعدي قال: فقلت له والله ما يكون من الهوان شئ أكثر مما بذلتها له فبأي شئ أكرمتها فقال بلى والله ان من الهوان لشرا مما انا فيه فقلت وما هو؟ فقال:
الحاجة إليك والى أمثالك من الناس فانصرفت عنه وانا أخزى الناس.
(أقول) وقد استشهد بهذا البيت النضر بن شميل في احتجاجه مع المأمون وقصته انه جرى بينهما ذكر النساء فقال المأمون حدثنا هشيم عن خالد عن الشعبي عن ابن عباس (ره) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله إذا تزوج الرجل المرأة لدينها وجمالها كان فيه سداد من عوز فأورده بفتح السين قال فقلت صدق يا أمير المؤمنين هشيم.
حدثنا عوف بن أبي جميلة عن الحسن عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذا تزوج الرجل المرأة لدينها وجمالها كان فيها سداد من عوز قال: وكان المأمون متكئا فاستوى جالسا وقال يا نضر كيف قلت سداد قلت لان السداد هاهنا لحن قال: أو تلحنني؟ قلت انما لحن هشيم وكان لحافه فتبع أمير المؤمنين لفظه قال: فما الفرق بينهما؟ قلت السداد بالفتح القصد في الدين والسبيل والسداد بالكسر البلغة وكل ما سددت به شيئا فهو سداد فقال أو تعرف العرب ذلك قلت نعم هذا العرجي يقول (أضاعوني وأي فتى) البيت فقال المأمون قبح الله من لا أدب له وأطرق مليا ثم قال ما مالك يا نضر؟ قلت: أريضة لي بمرو أتصابها وأتمززها (اي اشرب صبابتها وأتمضمض بشربها) قال: أفلا نفيدك
(٤٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 461 462 463 464 465 466 467 468 469 470 471 ... » »»