للتشيع معظما لحرمة الاسلام حليما كريما حازما سريا يرجع إلى الانصاف ويجرى على أحسن احكامه فخرج إلى بلاد إفريقية يطوف بها ليمهد قواعدها فانقاد له العصاة من أهل تلك البلاد ودخلوا في طاعته ثم جهز القائد أبا الحسن جوهر بن عبد الله إلى الديار المصرية ليأخذها بعد موت ملكها الأستاذ كافور الأخشيدي وسير معه العساكر فسار من إفريقية على جيش كثيف وذلك في سنه 358 (شنح) فتم له فتحها وتسلم مصر 18 (شع) من السنة المذكورة وصعد المنبر خطيبا ودعا لمولاه المعز قال ابن خلكان وقطع خطبة بني العباس عن منابر الديار المصرية وكذلك اسمهم من السكة وعوض عن ذلك باسم مولاه المعز وأزال الشعار الأسود والبس الخطباء الثياب البيض وجعل يجلس بنفسه في كل يوم سبت للمظالم بحضرة الوزير والقاضي وجماعة من أكابر الفقهاء وفي يوم الجمعة الثامن من (قع) أمر جوهر بالزيادة عقيب الخطبة اللهم صل على محمد المصطفى وعلى علي المرتضى وعلى فاطمة البتول وعلى الحسن والحسين سبطي الرسول الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، اللهم وصل على الأئمة الطاهرين آباء أمير المؤمنين وفي يوم الجمعة ثامن عشر ع 2 سنة 359 (شنط) صلى القائد في جامع ابن طولون بعسكر كثير وخطب عبد السميع ابن عمر العباسي الخطيب وذكر أهل البيت عليهم السلام وفضائلهم ودعا للقائد وجهر القراءة ببسم الله الرحمن الرحيم وقرأ سورة الجمعة والمنافقون في الصلاة وأذن بحي على خير العمل (1) إلى أن قال: وشرع في عمارة الجامع بالقاهرة وفرغ من بنائه في 17 (مض) سنة 361 وجمع فيه الجمعة وهذا الجامع هو المعروف بالأزهر.
قال ابن خلكان واستمر على علو منزلته وارتفاع درجته متوليا للأمور