الكنى والألقاب - الشيخ عباس القمي - ج ٢ - الصفحة ٤٤
ومنهم أعشى باهلة وهو الذي قتله الحجاج بن يوسف الثقفي، وقد أخبر عن ذلك أمير المؤمنين عليه السلام نقل عن شرح النهج لابن أبي الحديد عن إسماعيل ابن رجا ان أمير المؤمنين " عليه السلام " كان يخطب ويذكر الملاحم فقام أعشى باهلة وهو يومئذ غلام حدث إلى أمير المؤمنين " عليه السلام " فقال: يا أمير المؤمنين ما أشبه هذا الحديث بحديث خرافة، فقال " عليه السلام ": إن كنت آثما فيما قلت يا غلام فرماك الله بغلام ثقيف، ثم سكت فقالوا: ومن غلام ثقيف يا أمير المؤمنين؟
قال: غلام يملك بلدتكم هذه لا يترك لله حرمة إلا انتهكها يضرب عنق هذا الغلام بسيفه، فقالوا: كم يملك يا أمير المؤمنين؟ قال: عشرين إن بلغها، قالوا: فيقتل قتلا أم يموت موتا؟ قال: بل يموت حتف أنفه بداء البطن يثقب سريره لكثرة ما يخرج من جوفه.
قال إسماعيل بن رجا: فوالله لقد رأيت بعيني أعشى باهلة وقد أحضر في جملة الأسرى الذين أسروا من جيش عبد الرحمان بن الأشعث بين يدي الحجاج فقرعه ووبخه واستنشد شعره الذي يحرض فيه عبد الرحمان على الحرب ثم ضرب عنقه في هذا المجلس، أقول: قد تقدم في ابن الحجاج الإشارة إلى الحجاج ابن يوسف الثقفي.
(الأعلم النحوي) أبو الحجاج يوسف بن سليمان بن عيسى الأندلسي، رحل إلى قرطبة سنة 433 وأقام بها مدة، وأخذ عن جماعة من علمائها، وكان عالما بالعربية واللغة ومعاني الاشعار، وقد أخذ عنه النسائي وغيره، وكف بصره في آخر عمره، له شرح الجمل للزجاجي وغيره، توفى سنة 476 (تعو)، والأعلم مشقوق الشفة العليا وقد يطلق الأعلم على أبي إسحاق إبراهيم بن قاسم البطليوسي النحوي
(٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 ... » »»