الكنى والألقاب - الشيخ عباس القمي - ج ٢ - الصفحة ٣٨٤
كالبحر الزاخر، ويأتي بمباحث غفل عنها الأوائل والأواخر.
وذكر انه (ره) كان يتعاطى جميع مهماته بقلبه وبدنه مضافا إلى مهمات الواردين ومصالح الضيوف المترددين إليه مع أنه كان غالب الزمان في الخوف الموجب لاتلاف النفس والتستر والاخفاء الذي لا يسع الانسان أن يفكر معه في مسألة من الضروريات البديهية.
ولما كان في سنة 965 وهو في سن أربع وخمسين ترافع إليه رجلان فحكم لأحدهما على الآخر فذهب المحكوم عليه إلى قاضي صيدا واسمه معروف وكان الشيخ مشغولا بتأليف شرح اللمعة فأرسل القاضي إلى جبع من يطلبه وكان مقيما في كرم له مدة منفردا عن البلد متفرغا للتأليف فقال بعض أهل البلد قد سافر عنا منذ مدة فخطر ببال الشيخ ان يسافر إلى الحج وكان قد حج مرارا لكنه قصد الاختفاء فسافر في محمل مغطى وكتب القاضي إلى السلطان انه قد وجد ببلاد الشام رجل مبدع خارج عن المذاهب الأربعة فأرسل السلطان في طلب الشيخ فقبض عليه.
وروي انه كان في المسجد الحرام بعد فراغه من صلاة العصر وأخرجوه إلى بعض دور مكة وبقى هناك محبوسا شهرا وعشرة أيام ثم ساروا به على طريق البحر إلى قسطنطينية وقتلوه بها وبقي مطروحا ثلاثة أيام ثم ألقوا جسده الشريف في البحر.
وفي رواية ابن العودي قتلوه في مكان من ساحل البحر وكان هناك جماعة من التركمان فرأوا في تلك الليلة أنوارا تنزل من السماء وتصعد فدفنوه هناك وبنوا عليه قبة وحمل رأسه إلى السلطان وسعى السيد عبد الرحيم العباسي في قتل قاتله فقتله السلطان.
وحكى عن شيخنا البهائي (قده) قال أخبرني والدي انه دخل في صبيحة بعض الأيام على شيخنا الشهيد المعظم فوجده متفكرا فسأله عن سبب تفكره فقال
(٣٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 379 380 381 382 383 384 385 386 387 388 389 ... » »»