الكنى والألقاب - الشيخ عباس القمي - ج ٢ - الصفحة ٣٧٩
به إلى قاضي الشام فحبس سنة ثم أفتى الشافعي بتوبته والمالكي بقتله فتوقف في التوبة خوفا من أن يثبت عليه الذنب وأنكر ما نسبوه إليه للتقية فقالوا قد ثبت ذلك عليك وحكم القاضي لا ينقض والانكار لا يفيد فغلب رأي المالكي لكثرة المتعصبين عليه فقتل ثم صلب ورجم ثم أحرق قدس الله روحه.
سمعنا ذلك من بعض المشايخ ورأيناه بخط بعضهم وذكر انه وجده بخط المقداد تلميذ الشهيد (ره) انتهى وذكر ذلك شيخنا في المستدرك بنحو أبسط، وفي آخره فقام المالكي وتوضأ وصلى ركعتين ثم قال حكمت باهراق دمك فألبسوه اللباس وفعل به ما قلناه من القتل والصلب والرجم والاحراق، واعلم أنه (ره) أول من لقب بالشهيد وأول من هذب كتاب الفقه عن نقل أقاويل المخالفين وذكر آرائهم وقد أكمل الله تعالى له النعمة وجعل العلم والفضل والتقوى فيه وفي ولده وأهل بيته اما زوجته أم علي فقد كانت فاضلة فقيهة عابدة وكان الشهيد (ره) يثني عليها ويأمر النساء بالرجوع إليها وأما ولده فمن الذكور الشيخ رضي الدين أبو طالب محمد والشيخ ضياء الدين أبو القاسم علي وكانا من الفقهاء الاجلاء والشيخ جمال الدين أبو منصور الحسن فاضل محقق فقيه ومن الإناث أم الحسن فاطمة المدعوة بست المشايخ.
قال في الامل: انها كانت عالمة فاضلة فقيهة صالحة عابدة سمعت من المشايخ مدحها والثناء عليها، تروي عن أبيها وعن ابن معية شيخ والدها إجازة وكان أبوها يثنى عليها ويأمر النساء بالاقتداء بها والرجوع إليها في احكام الحيض والصلاة ونحوها انتهى.
(أقول) ورأيت صورة وثيقتها التي كتبت لأخويها أحببت ذكرها هنا ليعلم مرتبتها وجلالتها قالت بعد الخطبة اما بعد: وهبت الست فاطمة أم الحسن أخويها الشيخ أبا طالب محمدا وأبا القاسم عليا سلالة السعيد الأكرم والفقيه الأعظم عمدة
(٣٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 374 375 376 377 378 379 380 381 382 383 384 ... » »»