الكنى والألقاب - الشيخ عباس القمي - ج ٢ - الصفحة ٣٧٨
العربية والاشعار والقصص النافعة كما يظهر من مجاميعه يعلم أنه من الذين اختارهم الله لتكميل عباده وعمارة بلاده وأن كلما قيل أو يقال في حقه فهو دون مقامه ومرتبته وكان رحمه الله جيد التصانيف وتصانيفه مشهورة منها الذكرى والدروس الشرعية في فقه الامامية وغاية المراد في شرح نكت الارشاد وكتاب البيان والباقيات الصالحات واللمعة الدمشقية والألفية والنفلية والأربعون حديثا وكتاب المزار وخلاصة اعتبار في الحج والاعتمار والقواعد وغير ذلك.
وله شعر جيد ومن شعره:
عظمت مصيبة عبدك المسكين * في نومه عن مهر حور العين الأولياء تمتعوا بك في الدجى * متهجدا بتخشع وحنين فطردتني عن قرع بابك دونهم * أترى لعظم جرائمي سبقوني أوجدتهم لم يذنبوا فرحمتهم * أم أذنبوا فعفوت عنهم دوني ان لم يكن للعفو عندك موضع * للمذنبين فأين حسن ظنوني وله أيضا:
غنينا بنا عن كل من لا يريدنا * وان كثرت أوصافه ونعوته ومن صدعنا حسبه الصد والقلا * ومن فاتنا يكفيه أنا نفوته وكانت وفاته في يوم الخميس التاسع من جمادى الأولى سنة 786 (دفو) قتل بالسيف ثم صلب ثم رجم ثم أحرق بدمشق في دولة بيدمر وسلطنة برقوق بفتوى القاضي برهان الدين المالكي وعباد بن جماعة الشافعي بعد ما حبس سنة كاملة في قلعة الشام وفي مدة الحبس ألف (اللمعة الدمشقية) في سبعة أشهر وسبعة أيام وما كان يحضره من كتب الفقه غير المختصر النافع قدس الله روحه.
وكان سبب حبسه وقتله كما في (مل) انه وشى به رجل من أعدائه وكتب محضرا يشتمل على مقالات شنيعة عند العامة من مقالات الشيعة وغيرهم وشهد بذلك جماعة كثيرة وكتبوا عليه شهاداتهم وثبت ذلك عند قاضي صيدا ثم أتوا
(٣٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 373 374 375 376 377 378 379 380 381 382 383 ... » »»