يديه كان أثبت فيه حاجة الرجل فكتب والزراري سأل الدعاء في أمر قد أهمه ثم طواه فقمنا وانصرفنا فلما كان بعد أيام عدنا إليه فحين جلسنا إليه اخرج الدرج وفيه مسائل كثيرة قد أجيب في تضاعيفها فأقبل على صاحبي وقرأ عليه جواب ما سأل واقبل على وهو يقرأ واما الزراري وحال الزوج والزوجة فأصلح الله ذات بينهما فورد على أمر عظيم لأنه سر لم يعلمه إلا الله تعالى وغيري فلما ان عدنا إلى الكوفة فدخلت دارى وكانت أم أبي العباس مغاضبة لي في منزل أهلها فجاءت إلي فاسترضتني واعتذرت ووافقتني ولم تخالفني حتى فرق الموت بيننا انتهى.
روى الصدوق عن الصادق " عليه السلام " قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يتعوذ في كل يوم من ست من الشك والشرك والحمية والغضب والبغي والحسد.
وروى الشيخ الكليني عنه " عليه السلام " قال: ان الحسد يأكل الايمان كما تأكل النار الحطب.
وروى الكراجكي عن أمير المؤمنين " عليه السلام " قال: ما رأيت ظالما أشبه بمظلوم من الحاسد نفس دائم وقلب هائم وحزن لازم وقال يكفيك؟ الحاسد انه يغتم في وقت سرورك وقل: صحة الجسد من قلة الحسد.
وذكر السيد الراوندي قدس سره: في ضوء الشهاب حكاية عجيبة في الحسد ملخصها ان رجلا من أهل النعمة ببغداد في أيام موسى الهادي حسد بعض جيرانه وسعى عليه بكل ما يمكنه فما قدر عليه فاشترى غلاما صغيرا فرباه فلما شب واشتد أمره بأن يقتله على سطح جاره المحسود ليؤخذ جاره به ويقتل، حكي انه عمد إلى سكين فشحذها ودفعها إليه وأشهد على نفسه انه دبره ودفع إليه من صلب ماله ثلاثة آلاف درهم وقال: إذا فعلت ذلك فخذ في اي بلاد الله شئت فعزم الغلام على طاعة المولى بعد التمنع والالتواء وقوله له الله الله في نفسك يا مولاي وان تتلفها للامر الذي لا يدرى أيكون أم لا يكون فان كان لم تر منه