الكنى والألقاب - الشيخ عباس القمي - ج ٢ - الصفحة ٣٣٨
ولمعانه ومعنى (اعصوصبوا) اجتمعوا على قلعها وصاروا عصبة واحدة ومعنى (أهوى لها) مد إليها (والمغالب) الرجل المغالب (والحزور) الغلام المترعرع (والعبل) الغليظ الممتلئ (والمتسلسل) الماء السلس في الحلق ويقال انه البارد أيضا انتهى.
وروى الشيخ المفيد كما في كتاب الفصول عن الحرث بن عبد الله الربعي انه قال: كنت جالسا في مجلس المنصور وهو بالجسر الأكبر وسوار القاضي عنده والسيد الحميري ينشده:
ان الاله الذي لا شئ يشبهه * أتاكم الملك للدنيا وللدين الأبيات. والمنصور مسرور، فقال سوار ان هذا يا أمير المؤمنين والله يعطيك بلسانه ما ليس في قلبه والله ان القوم الذين يدين يحبهم لغيركم وانه لينطوي على عداوتكم فقال السيد والله انه لكاذب واني في مدحتك لصادق وانه حمله الحسد إذ رآك على هذه الحال وان انقطاعي إليكم ومودتي لكم أهل البيت لمعرق فينا من أبوي وان هذا وقومه لأعداؤكم في الجاهلية والاسلام وقد انزل الله تعالى على نبيه صلى الله عليه وآله في أهل البيت هذا (ان الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون) فقال المنصور: صدقت. فقال سوار: يا أمير المؤمنين انه يقول بالرجعة ويتناول الشيخين بالسب والوقيعة فيهما فقال السيد: اما قوله اني أقول بذلك على ما قال الله تعالى: (ويوم نحشر من كل أمة فوجا ممن يكذب بآياتنا فهم يوزعون) وقد قال في موضع آخر: (وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا) فعلمنا ان هاهنا حشرين أحدهما عام والآخر خاص.
وقال سبحانه: (ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين) الآية، وقال تعالى:
(فأماته الله مأة عام ثم بعثه). وقال تعالى: (ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم) فهذا كتاب الله إلى أن قال:
فالرجعة التي اذهب إليها ما نطق به القرآن وجاءت به السنة واني لأعتقد ان الله
(٣٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 333 334 335 336 337 338 339 340 341 342 343 ... » »»