الكنى والألقاب - الشيخ عباس القمي - ج ٢ - الصفحة ٣٣٤
(السيد الحميري) إسماعيل بن محمد الحميري سيد الشعراء حاله في الجلالة ظاهر ومجده باهر روي أن الصادق " عليه السلام " لقاه فقال سمتك أمك سيدا ووفقت في ذلك أنت سيد الشعراء.
قال العلامة في حقه: ثقة جليل القدر عظيم الشأن والمنزلة رحمه الله تعالى، أقول: كان همه رحمه الله نظم فضائل أمير المؤمنين عليه السلام ونشره حتى حكى صاحب الأغاني عن المدائني: ان السيد الحميري وقف بالكناس وقال: من جاء بفضيلة لعلي بن أبي طالب " عليه السلام " لم أقل فيها شعرا فله فرسي هذا وما علي فجعلوا يحدثونه وينشدهم فيه حتى روى رجل عن أبي الرعل المرادي انه قدم أمير المؤمنين " عليه السلام " فتطهر للصلاة فنزع خفه فانسابت (1) فيه أفعى فلما دعي ليلبسه انقضت غراب فحلقت (2) ثم ألقاها فخرجت الأفعى منه قال فأعطاه السيد ما وعده وأنشأ يقول:
الا يا قوم للعجب العجاب * لخف أبي الحسين (3) وللحباب عدو من عدات الجن عبد * بعيد في المرادة من صواب كريه اللون أسود ذو بصيص * حديد الناب أزرق ذو لعاب أتى خفا له فانساب فيه * لينهش رجله منها بناب فقض من السماء له عقاب * من العقبان أو شبه العقاب فطار به فحلق ثم أهوى * به للأرض من دون (4) السحاب

(1) أنساب - مشى مسرعا (2) تحليق الطائر - ارتفاعه في طيرانه.
(3) الحباب بالضم - الحية.
(4) قوله (من دون السحاب) أي العقاب رفع الخف لا السحاب فان السحاب كالموكل بالتنين يختطفه ففي الخبر المشتهر بتوحيد المفضل قال المفضل فقلت أخبرني يا مولاي عن التنين والسحاب فقال " عليه السلام " ان السحاب كالموكل به يختطفه حيثما تفقه كما يختطف حجر المغناطيسي الحديد فهو لا يطلع رأسه في الأرض خوفا من السحاب الخ.
(٣٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 329 330 331 332 333 334 335 336 337 338 339 ... » »»