الكنى والألقاب - الشيخ عباس القمي - ج ٢ - الصفحة ٣٤٠
وكان حسن الأخلاق معتزليا لكنه لم يظهره وكان يقضي في بغداد مع الأمانة والديانة والرزانة وكان لا يأكل إلا من كسب يده وخطه كاسمه حسن فكان لا يخرج إلى مجلسه حتى ينسخ عشر ورقات بعشرة دراهم تكون قدر مؤنته، له من التصانيف شرح كتاب سيبويه لم يسبق إلى مثله واعجب المعاصرين له وشرح مقصورة ابن دريد إلى غير ذلك.
وعن محاضرة العلماء: انه ما رؤي أحد من المشايخ كان أذكر لحال الشباب وأكثر تأسفا على ذهابه منه وكان إذا رأى أحدا من أقرانه عاجله الشيب تسلى به.
وحكي ان السيد الرضي رضي الله عنه كان صبيا لم يبلغ عمره عشر سنين يقرأ على السيرافي النحو فسأله السيرافي يوما إذا قيل رأيت عمر فما علامة نصبه؟
قال الرضي: بغض علي بن أبي طالب فتعجب السيرافي والحاضرون من سرعة انتقاله وحدة ذهنه ولما سمع بذلك أبوه فرح بذلك وقال له أنت ابني حقا.
توفي ببغداد بين صلاتي الظهر والعصر في ثاني رجب سنة 368 (شسح) ودفن في مقبرة الخيزران ورثاه الشريف الرضي (ره) وله ولد فاضل بارع متقدم في اللغة العربية يدعى يوسف بن الحسن وكان قد قرأ على والده وخلفه في جميع علومه وتمم كتبا لم يتم والده وكان مثل والده صالحا ورعا توفي سنة 385، (وقد يطلق) السيرافي على الشيخ الأقدم أحمد بن علي بن العباس بن نوح (السيرافي) نزيل البصرة (جش).
كان ثقة في حديثه متقنا لما يرويه فقيها بصيرا بالحديث والرواية وهو شيخنا واستاذنا ومن استفدنا منه وله كتب كثيرة انتهى.
والسيرافي أيضا صاحب شرطة داود بن علي العباسي الذي قتل المعلى بن خنيس فقتل به كما في روايات الكشي، والسيرافي نسبة إلى سيراف بكسر العين
(٣٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 335 336 337 338 339 340 341 342 343 344 345 ... » »»