الكنى والألقاب - الشيخ عباس القمي - ج ٢ - الصفحة ١٠٣
الكتفين وغير محاريب كثيرة مع أن طول تلك البلاد يزيد على طول مكة كثيرا وكذا عرضها فيلزم انحرافهم عن الجنوب إلى نحو المغرب كثيرا، ففي بعضها كالمشهد بقدر نصف المسافة خمسة وأربعين درجة وفي بعضها أقل، وله رسائل أخرى، وكان سافر إلى خراسان وأقام بهراة، وكان شيخ الاسلام بها، ثم انتقل إلى البحرين، وبها مات سنة 984 (ظفد)، وكان عمره رضوان الله عليه ستا وستين سنة.
وقد أجازه الشهيد الثاني إجازة عامة مطولة مفصلة إنتهى.
أقول: قد تقدم في أبو الصلت الهروي ما يتعلق بهذا الشيخ في إقامته بهراة وانتقاله منها إلى البحرين.
وعن اللؤلؤة لشيخنا الاجل الشيخ يوسف بن أحمد بن إبراهيم البحراني قدس سره قال: أخبرني والدي ان الشيخ حسين بن عبد الصمد كان في مكة المشرفة قاصدا الجوار فيها إلى أن يموت، وانه رأى في المنام ان القيامة قد قامت وجاء الامر من الله عز وجل بأن ترفع ارض البحرين بما فيها إلى الجنة فلما رأى هذه الرؤيا آثر الجوار فيها والموت في أرضها ورجع من مكة وجاء إلى البحرين وأقام بها إلى أن توفى في 8 ع 1 سنة 984 إنتهى.
قلت: وإلى هذه القامة أشار ولده بهاء الدين في رثائه لأبيه رضوان الله تعالى عليه:
أقمت يا بحر في البحرين فاجتمعت * ثلاثة كن أمثالا وأشباها ثلاثة أنت أنداها وأغزرها * جودا وأعذبها طعما وأصفاها حويت من درر العلياء ما حويا * لكن درك أعلاها وأغلاها ويا ضريحا حوى فوق السماك علا * عليك من صلوات الله أزكاها الجبعي: نسبة إلى جبع بضم الجيم وفتح الموحدة قرية من جبل عامل فيها قبر صاحبي المدارك والمعالم.
(١٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 ... » »»