صنعوا ذلك في نسج العنكبوت.
وعن الحدائق يحدث شبيب بن غرقد قال: قدمنا الكوفة من الحج فدخلنا الكناسة ليلا، فلما كنا بالقرب من خشبة زيد أضاء الليل فلم نزل نسير نحوها فنفحت منها رائحة المسك فقلت لأصحابي هكذا توجد رائحة المصلوبين؟ وإذا بهاتف يقول: هكذا توجد رائحة أولاد النبيين الذي يقضون بالحق وبه يعدلون.
وعن تأريخ ابن عساكر ويحدث المتوكل بخشبة زيد: انه رأى النبي صلى الله عليه وآله في النوم واقفا على الخشبة ويقول: هكذا تصنعون بولدي من بعدي؟ يا بنى يا زيد قتلوك قتلهم الله صلبوك صلبهم الله. ففشى الحديث بين الناس وظهر بذلك فضله ومظلوميته وعرف حتى حراس خشبته مكانته من الشرف وصدق دعواه، وانه محبو بجنان واسعة، ومن اجل هذا لم يمنعوا من يرغب من أهل الكوفة في زيارته والتمسك بجسده المقدس. حدث ابن تيمية في محكى منهاج السنة: انه لما صلب زيد كان أهل الكوفة يأتون خشبته ليلا ويتعبدون عندها انتهى.
حكي انه لما اتى هشام برأس زيد دفع لمن اتاه بالرأس عشرة دراهم، وانه ألقى الرأس امامه فاقبل الديك ينقر رأسه فقال بعض من حضر من الشاميين:
اطردوا الديك عن ذوابة زيد * فلقد كان لا يطأه الدجاج وبعث هشام بالرأس من الشام إلى مدينة الرسول فنصب عند قبر النبي صلى الله عليه وآله يوما وليلة وكان العامل على المدينة محمد بن إبراهيم بن هشام المخزومي، فتكلم معه ناس من أهل المدينة ان ينزله فأبى إلا ذلك فضجت المدينة بالبكاء من دور بنى هاشم وكان كيوم الحسين " ع ". وحدث عن عيسى بن سوادة قال: كنت بالمدينة لما جئ برأس زيد ونصب في مؤخر المسجد على رمح وامر الوالي فنودي في المدينة برأت الذمة من رجل بلغ الحلم لم يحضر المسجد، فحضر الناس الغرباء وغيرهم ولبثوا سبعة أيام، كل يوم يخرج الوالي فيقوم الخطباء من الرؤساء فيلعنون عليا والحسين وزيدا " ع " وأشياعهم فإذا فرغوا قام القبائل عربيهم وعجميهم وكان بنو عثمان أول