الكنى والألقاب - الشيخ عباس القمي - ج ١ - الصفحة ٨٥
في عصر المستكفي بالله، وله رسالة في ذلك. توفي في حدود سنة 420 قبل وفاة شيخ الرئيس بسبع سنين، وابنه أبو الفرج بن أبي سعيد كان فاضلا في صناعة الطب متميزا في العلوم الحكمية اخذ من أبيه ومن ابن سينا.
(أبو سفانة) حاتم بن عبد الله بن سعد بن الحشرج الطائي، كان جوادا يضرب به المثل في الجود، وكان شجاعا شاعرا مظفرا، إذا قاتل غلب إذا غنم أنهب وإذا سئل وهب وإذا ضرب بالقداح سبق وإذا أسرى أطلق وإذا أثرى أنفق، وكان أقسم بالله لا يقتل واحد أمه. ومن حديثه انه خرج في الشهر الحرام يطلب حاجة فلما كان بأرض غنزة ناداه أسير لهم يا أبا سفانة أكلني الأسئار والقمل، فقال ويحك ما انا ببلاد قومي وما معي شئ، وقد أسأت بي إذ نوهت باسمي وما لك مترك، ثم ساوم به العنزيين واشتراه منهم فخلاه، وأقام مكانه في قيده حتى اتى بفدائه فأداه إليهم.
ومما حكي عن حاتم أيضا: ان ماوية امرأة حاتم حدثت ان الناس قد أصابتهم سنة، فأذهبت الخف والظلف، فبينا ذات ليلة باشد الجوع، فاخذ حاتم عديا، واخذت سفانة فعللناهما حتى ناما، ثم اخذ يعللني بالحديث لأنام فرققت له لما به من الجهد فأمسكت عن كلامه لينام ويظن اني نائمة فقال لي أنمت مرارا؟ فلم أجبه، فسكت ونظر من فتق الخباء فإذا شئ قد اقبل، فرفع رأسه فإذا امرأة، فقال ما هذا؟ فقالت يا أبا سفانة أتيتك من عند صبية جياع يتعاوون كالذئاب جوعا فقال أحضريني صبيانك فوالله لأشبعنهم، قالت قمت سريعا فقلت بماذا يا حاتم؟
فوالله ما نام صبيانك من الجوع إلا بالتعليل، فقال والله لأشبعن صبيانك مع صبيانها، فلما جاءت قام إلى فرسه فذبحه ثم أجج نارا ودفع إليها شفرة، وقال اشتوي وكلي واطعمي ولدك، وقال لي أيقظي صبيتك فأيقظتهما، ثم قال والله ان
(٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 ... » »»