الكنى والألقاب - الشيخ عباس القمي - ج ١ - الصفحة ٨٩
وحوله مشايخ فقال أصابتنا سنة ولي بضع عشرة بنتا فقال الشيخ وددت ان الله ضرب بينكم وبين السماء صفائح من حديد فلا يقطر عليكم قطرة واضعف بناتك أضعافا وجعلك بينهن مقطوع اليد والرجل ما لهن كاسب سواك ثم صفر بكلب له فشد عليه وقطع ثيابه فقال السائل والله ما أدري ما أقول لك انك لقبيح المنظر سخيف المخبر فاعضك الله ببظور أمهات من حولك انتهى.
وابنه معاوية (1) هو الذي نصب لواء العداوة لعلي " ع " وأشاع لعنه في الناس فكان يلعن في كل مكان على المنابر قال الخفاجي:
أعلى المنابر تعلنون بسبه * وبسيفه نصبت لكم أعوادها قال ابن أبي الحديد في شرح النهج في سبب بغض معاوية لأمير المؤمنين " ع " انه مطعون في دينه عند شيوخنا يرمى بالزندقة. وروى أحمد بن أبي طاهر في كتاب اخبار الملوك: ان معاوية سمع المؤذن يقول اشهد ان لا إله إلا الله فقالها فقال اشهد ان محمدا رسول الله فقال لله أبوك يا ابن عبد الله لقد كنت عالي الهمة ما رضيت لنفسك إلا ان تقرن اسمك باسم رب العالمين.
وذكر الجاحظ ان قوما من بني أمية قالوا له انك قد بلغت ما أملت فلو كففت عن لعن هذا الرجل فقال لا والله حتى يربو عليه الصغير ويهرم عليه الكبير ولا يذكر له ذاكر فضلا.
(قلت) العجب من ابن حجر حيث قال في الصواعق في ذكر أمير المؤمنين عليه السلام وأعداؤه هم الخوارج ونحوهم من أهل الشام لا معاوية ونحوه من الصحابة لانهم متأولون فلهم اجر انتهى.
وروى ابن أبي الحديد أيضا من تأريخ محمد بن جرير الطبري: منع المعتضد الفصاص عن القعود على الطرقات واجتماع الناس عليهم وتقدم إلى الشراب الذين يسقون الماء في الجامعين ان لا يترحموا على معاوية ولا يذكروه وكانت عادتهم جارية

(١) ذكره ابن قتيبة في المعارف في أسماء المؤلفة قلوبهم وكذا أباه.
(٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 ... » »»