الكنى والألقاب - الشيخ عباس القمي - ج ١ - الصفحة ٤٢٤
وللخليل كلمات حكمية منها: العلم لا يعطيك بعضه حتى تعطيه كلك، ومنها: لا يعلم الانسان خطأ معلمه حتى يجالس غيره، وقال إذا نسخ الكتاب ثلاث نسخ ولم يعارض تحول بالفارسية، وقال: أصفى ما يكون ذهن الانسان وقت السحر، وقال: ثلاثة ينسين المصائب مر الليالي والمرأة الحسناء ومحادثات الرجال، وقال: الدنيا مختلفات تأتلف ومؤتلفات تختلف: وقال: إنما يجمع المرء المال لأحد ثلاث كلهم أعداؤه، إما زوج امرأته أو زوج ابنته أو زوجة ابنه، والعاقل الناصح لنفسه الذي يأخذ معه زادا لآخرته، ولا يؤثر هؤلاء على نفسه.
روي عن يونس بن حبيب النحوي، وكان عثمانيا قال: قلت للخليل بن أحمد أريد ان أسألك عن مسألة ثم سأله ما بال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله كأنهم كلهم بنو أم واحدة وعلي بن أبي طالب عليه السلام من بينهم كأنه ابن علة؟ قال:
قد ضمنت لي الكتمان؟ قال قلت أيام حياتك، فقال إن عليا تقدمهم اسلاما وفاقهم علما وبزهم شرفا وأرجحهم زهدا وطالهم جهادا فحسدوه، والناس إلى أشكالهم وأشباههم أميل منهم إلى من بان منهم فافهم.
توفى الخليل على قول ابن النديم سنة 170 (قع) وعمره أربع وسبعون سنة، حكي انه كان بين الخليل وابن المقفع مكالمات وأنهما اجتمعا ليلة يتحدثان إلى الغداة فلما تفرقا قيل للخليل: كيف رأيت أن المقفع؟ قال:
رأيته رجلا علمه أكثر من عقله.
وقيل لابن المقفع: كيف رأيت الخليل؟ فقال: رأيت رجلا علمه أكثر من عقله.
(قلت): ويصدق ما قال الخليل ما حكي عن خاتمة ابن المقفع فإنه قتله سفيان بن معاوية بن يزيد بن المهلب بن أبي صفرة أمير البصرة سنة 143 بأمر المنصور لكتاب كتبه وكيفية قتله انه كان سفيان عليه ساخطا لأنه قال يوما له
(٤٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 419 420 421 422 423 424 425 426 427 428 429 ... » »»