كلما عضت النوائب نادى * رضي الله عن سعيد بن مسلم توفي ابن قتيبة على الأشهر في رجب سنة 276 (عور) كانت وفاته فجأة صاح صيحة سمعت من بعد ثم أغمي عليه ومات. وحكى الخطيب البغدادي: انه اكل هريسة فأصاب حرارة ثم صاح صيحة شديدة ثم أغمي عليه إلى وقت صلاة الظهر ثم اضطرب ساعة ثم هدأ فما زال يتشهد إلى وقت السحر ثم مات وذلك أول ليلة من رجب سنة 276 إنتهى.
والباهلي نسبة إلى باهلة، وكانت العرب تستنكف من الانتساب إلى هذه القبيلة حتى قال الشاعر:
وما ينفع الأصل من هاشم * إذا كانت النفس من باهله وقال الآخر:
ولو قيل للكلب يا باهلي * عوى الكلب من لؤم هذا النسب وروى الخطيب البغدادي عن سعيد بن مسلم بن قتيبة قال: خرجت حاجا ومعي قباب وكنائس فدخلت البادية فتقدمت القباب والكنائس على حمير لي فمررت بأعرابي محتب على باب خيمة له وإذا هو يرمق القباب والكنائس فسلمت عليه فقال لمن هذه القباب والكنائس؟ قال: قلت لرجل من باهلة قال تالله ما أظن الله يعطي الباهلي كل هذا قال فلما رأيت ازراءه بالباهلية دنوت منه فقلت يا اعرابي أتحب ان يكون لك القباب والكنائس وأنت رجل من باهلة؟ فقال لا ها الله قال فقلت أتحب ان تكون أمير المؤمنين وأنت رجل من باهلة؟ قال لا ها لله قال قلت أتحب ان تكون من أهل الجنة وأنت رجل من باهلة؟ قال بشرط، قال قلت وما ذاك الشرط؟ قال لا يعلم أهل الجنة اني باهلي، قال ومعي صرة دراهم قال فرميت بها إليه فاخذها وقال لقد وافقت مني حاجة قال قلت له لما ان ضمها إليه انا رجل من باهلة قال فرمى بها إلي وقال لا حاجة لي فيها قال فقلت خذها إليك يا مسكين فقد ذكرت من نفسك الحاجة فقال لا أحب ان ألقى الله وللباهلي عندي