الكنى والألقاب - الشيخ عباس القمي - ج ١ - الصفحة ٣٦٣
(ابن عمر) عبد الله بن عمر بن الخطاب صحابي معروف قال ابن عبد البر في الاستيعاب كان من أهل الورع والعلم وكان كثير الاتباع لآثار رسول الله شديد التحري والاحتياط والتوقي في فتواه وكل ما يأخذ به نفسه وكان لا يتخلف عن السرايا على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله ثم كان بعد موته مولعا بالحج قبل الفتنة وفي الفتنة إلى أن مات، ويقولون انه كان من اعلم الصحابة بمناسك الحج، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله لزوجته حفصة بنت عمر: ان أخاك عبد الله رجل صالح. لو كان يقوم من الليل فما ترك ابن عمر بعدها قيام الليل، وكان لورعه قد أشكلت عليه حروب علي " ع " وقعد عنه وندم على ذلك حين حضرته الوفاة انتهى.
(أقول) هو أحد من لم يبايع أمير المؤمنين عليا " ع " قال المسعودي في مروج الذهب في ذكر خلافة أمير المؤمنين علي " ع ": وقعد عن بيعته جماعة عثمانية لم يروا إلا الخروج عن الامر منهم سعد بن أبي وقاص وعبد الله بن عمر وبايع يزيد بعد ذلك والحجاج لعبد الملك بن مروان انتهى.
وفى كلزار قدس للمحقق الكاشاني قال: لما دخل الحجاج مكة وصلب ابن الزبير راح عبد الله بن عمر إليه وقال مد يدك لأبايعك لعبد الملك قال رسول الله صلى الله عليه وآله من مات ولم يعرف امام زمانه مات ميتة جاهلية فاخرج الحجاج رجله وقال خذ رجلي فان يدي مشغولة فقال ابن عمر أتستهزئ مني؟ قال الحجاج يا أحمق بني عدي ما بايعت مع علي وتقول اليوم من مات ولم يعرف امام زمانه مات ميتة جاهلية أو ما كان علي امام زمانك؟ والله ما جئت إلي لقول النبي صلى الله عليه وآله بل جئت مخافة تلك الشجرة التي صلب عليها ابن الزبير انتهى.
وفى الاستيعاب وأسد الغابة: توفي عبد الله بن عمر سنة 73 بعد قتل ابن الزبير بثلاثة أشهر وكان سبب قتله ان الحجاج أمر رجلا فسم زج رمحه وزحمه
(٣٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 358 359 360 361 362 363 364 365 366 367 368 ... » »»