في العرب كان من الطير كصوت الغراب فالحق به غيره وكان رسول الله يحب الفال الحسن ويكره الطيرة واعلم أن كفارة الطيرة التوكل وعدم الاعتناء بها وان التطير يضر من أشفق منه وخاف، واما من لم يبال به ولا يعبأ به فلا يضره البتة لا سيما ان قال عند رؤية ما يتطير منه أو سماعه ما روي عن النبي صلى الله عليه وآله: اللهم لا طير إلا طيرك، ولا خير إلا خيرك ولا إله غيرك، اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت ولا يذهب بالسيئات إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. واما من كان معتنيا بها فهي أسرع إليه من السيل إلى منحدره تفتح له أبواب الوساوس فيما يسمعه ويراه ويفتح له الشيطان من المناسبات البعيدة والقريبة في اللفظ والمعنى كالسفر والحلاء من السفرجل. واليأس. والمين من الياسمين وسوء سنة من السوسنة وأمثال ذلك ما يفسد عليه دينه وينكد عليه معيشته فليتوكل الانسان على الله تعالى في جميع أموره ولا يتكل على سواه وليقل ما روى عن أبي الحسن " ع " لمن أوجس في نفسه شيئا: اعتصمت بك يا رب من شر ما أجد في نفسي فاعصمني من ذلك.
(ابن الزبعرى) بكسر الزاي وفتح الموحدة وسكون العين اسمه عبد الله وهو أحد شعراء قريش، كان يهجو المسلمين ويحرض عليهم كفار قريش في شعره وهو الذي يقول في غزوة أحد:
يا غراب البين أسمعت فقل * انما تندب شيئا قد فعل الأبيات. وهي التي تمثل بها يزيد لما جئ برأس الحسين " ع " والأسارى من أهل بيته فوضع الرأس بين يديه ودعا بقضيب خيزران فجعل ينكت به ثنايا الحسين " ع " متمثلا:
ليت أشياخي ببدر شهدوا * جزع الخزرج من وقع الأسل وكان أبو الزبعرى يهجو النبي صلى الله عليه وآله ويعظم القول فيه. وقصته في الفرث والدم