في الف رجل وأمره ان ينزل الطائف حتى يأتيه رأيه ثم كتب إليه بقتاله وأمره فحاصره حتى قتله ثم أخرجه فصلبه وذلك في سنة 73 (عج) انتهى.
وتقدم ذكر والده في ابن جرموز. وكان أخوه عروة بن الزبير أحد الفقهاء السبعة بالمدينة حكي انه قدم على الوليد بن عبد الملك بن مروان ومعه ولده محمد بن عروة فدخل محمد دار الدواب فضربته دابة فخر ميتا ووقعت في رجل عروة الاكلة ولم يدع ورده تلك الليلة فقال له الوليد اقطعها وإلا أفسدت عليك جسدك فقطعها بالمنشار وهو شيخ كبير ولم يمسكه أحد وقال: لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا.
وقدم تلك السنة قوم من بنى عبس فيهم رجل ضرير فسأله الوليد عن عينيه فقال يا أمير المؤمنين بت ليلة في بطن واد ولا اعلم عبسيا يزيد ماله على مالي فطرقنا سيل فذهب بما كان لي من أهل وولد ومال غير بعير وصبي مولود، وكان البعير صعبا فند فوضعت الصبي واتبعت البعير فلم أجاوز إلا قليلا حتى سمعت صيحة ابني ورأسه في فم الذئب وهو يأكله فلحقت البعير لأحبسه فنفحني برجله على وجهي فحطمه وذهب بعيني فأصبحت لا مال لي ولا أهل ولا ولد ولا بصر، فقال الوليد انطلقوا به إلى عروة ليعلم ان في الناس من هو أعظم منه بلاءا، توفي في فرع وهي من ناحية الربذة بينها وبين المدينة أربع ليال سنة 93 (ثم اعلم) ان ابن الزبير غير عبد الله بن الزبير بفتح الزاي الأسدي الذي مدح إبراهيم بن مالك الأشتر في قتله ابن زياد بقوله:
الله أعطاك المهابة والتقى * وأحل بيتك في العديد الأكثر وأقر عينك يوم وقعة خاذر * والخيل تعثر بالقنا المتكسر الأبيات. (وقد يطلق ابن الزبير) على الشيخ أبى الحسن علي بن محمد بن الزبير القرشي الكوفي الامامي، المتولد في سنة 254 والمتوفى سنة 348 صاحب كتاب الرجال الذي كان عند ابن النديم وأكثر النقل عنه، يروي عنه ابن عبدون وهو يروي عن علي بن فضال.