الراوندي هذا مطعون عليه جدا ولكنه ذكر السيد الاجل المرتضى في كتابه الشافي في الإمامة: انه انما عمل الكتب التي قد شنع بها عليه مغالطة للمعتزلة ليبين لهم عن استقصاء نقصانها وكان يتبرأ منها تبرءا ظاهرا وينتحي من علمها وتصنيفها إلى غيره، وله كتب سداد مثل كتاب الإمامة والعروس، ساق (ضا) الكلام في ترجمته وفي آخره ان صاحب رياض العلماء قال ظني ان السيد المرتضى نص على تشيعه وحسن عقيدته في مطاوي الشافي أو غيره انتهى.
توفي سنة 245 (رمه) وراوند بفتح الواو وسكون النون قرية من قرى قاسان وفي القاموس: راوند موضع بنواحي أصبهان وأحمد بن يحيى الراوندي من أهل مرو الروذ انتهى.
قال ابن خلكان في ترجمة أبى الحسين أحمد بن يحيى الراوندي المذكور:
راوند قرية من قرى قاسان بنواحي أصبهان وراوند أيضا ناحية ظاهرة بنيسابور وقال ذكروا ان رجلين من بني أسد خرجا إلى أصبهان فآخيا دهقانا بها في موضع يقال له راوند وخزاق ونادماه فمات أحدهما وغبر (اي بقي) الآخر والدهقان ينادمان قبره يشربان كأسين ويصبان على قبره كأسا ثم مات الدهقان فكان الأسدي الغابر ينادم قبريهما ويترنم بهذا الشعر:
خليلي هبا طالما قد رقدتما * أجدكما لا تقضيان كراكما أمن طول نوم لا تجيبان داعيا * كأن الذي يسقي المدام سقاكما ألم تعلما مالي براوند كلها * ولا بخزاق من صديق سواكما أقيم على قبريكما لست بارحا * طوال الليالي أو يجيب صداكما وأبكيكما حتى الممات وما الذي * يريد على ذي لوعة ان بكاكما فلو جعلت نفس لنفس وقاية * لجدت بنفسي ان تكون فداكما أصب على قبريكما من مدامة * فالا تنالاها تروي ثراكما وخزاق: بضم الخاء المعجمة وبعدها زاي وبعد الألف قاف قرية أخرى