أخلاق أهل البيت (ع) - السيد محمد مهدي الصدر - الصفحة ٤٩٢
وقال الصادق عليه السلام: من كان رفيقا في امره نال ما يريد من الناس (1).
وقال أمير المؤمنين عليه السلام في عهده إلى مالك الأشتر: وأشعر قلبك الرحمة للرعية، والمحبة لهم واللطف بهم، ولا تكونن سبعا ضاريا تغتنم أكلهم، فإنهم صنفان:
إما أخ لك في الدين، واما نظيرك في الخلق، يفرط منهم الزلل، وتعرض لهم العلل، ويؤتي على أيديهم في العمد والخطأ، فاعطهم من عفوك وصفحك مثل الذي تحب وترضى ان يعطيك الله من عفوه وصفحه، فإنك فوقهم، ووالي الأمر عليك فوقك، والله فوق من ولاك، وقد استكفاك أمرهم وابتلاك بهم.
وبديهي أن الرفق لا يجمل وقعه ولا يحمد صنيعه الا مع النبلاء الأخيار، أما الأشرار العابثون بأمن المجتمع وحرماته فإنهم لا يستحقون الرفق ولا يليق بهم، إذ لا تجديهم الا القسوة الزاجرة والصرامة الرادعة عن غيهم واجرامهم.
إذا أنت أكرمت الكريم ملكته * وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا ووضع الندى في موضع السيف بالعلا * مضر كوضع السيف في موضع الندى مظاهر الرفق:
وللرفق صور رائعة ومظاهر خلابة، تتجلى في أقوال الحاكم وأفعاله.

(1) الوافي ج 3 ص 87 عن الكافي.
(٤٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 487 488 489 490 491 492 493 494 495 496 497 ... » »»