أخلاق أهل البيت (ع) - السيد محمد مهدي الصدر - الصفحة ٣٥٥
قال الباقر عليه السلام: إن العبد ليكون بارا بوالديه في حياتهما، ثم يموتان فلا يقضي عنهما دينهما ولا يستغفر لهما، فيكتبه الله عاقا. وانه ليكون عاقا لهما في حياتهما غير بار بهما، فإذا ماتا قضى دينهما واستغفر لهما، فيكتبه الله تعالى بارا (1).
وعن الصادق عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: سيد الأبرار يوم القيامة، رجل بر والديه بعد موتهما (2).
عقوق الوالدين من الواضح ان نكران الجميل ومكافأة الإحسان بالإساءة، أمران يستنكرهما العقل والشرع، ويستهجنهما الضمير والوجدان. وكلما عظم الجميل والاحسان كان جحودها أشد نكرا وأفظع جريرة واثما.
وبهذا المقياس ندرك بشاعة عقوق الوالدين وفظاعة جرمه، حتى عد من الكبائر الموجبة لدخول النار. ولا غرابة فالعقوق - فضلا عن مخالفته المبادئ الانسانية، وقوانين العقل والشرع - دال على موت الضمير، وضعف الايمان، وتلاشي القيم الانسانية في العاق.

(١) الوافي ج ٣ ص ٩٣، عن الكافي.
(٢) البحار م ١٦ ج ٤ ص ٢٦، عن كتاب الإمامة والتبصرة لعلي بن بابويه.
(٣٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 350 351 352 353 354 355 356 357 358 359 360 ... » »»