أخلاق أهل البيت (ع) - السيد محمد مهدي الصدر - الصفحة ٣٥٣
وأن حجرها مهد قد غمزته، وثديها وعاء قد شربته؟ قال قلت: بلى. قال: فلا تغلظ لها (1).
واستمع إلى الإمام السجاد عليه السلام، وهو يوصي بالأم، معددا جهودها وفضلها على الأبناء، بأسلوب عاطفي أخاذ، فيقول عليه السلام:
وأما حق أمك: أن تعلم أنها حملتك حيث لا يحتمل أحد أحدا، وأعطتك من ثمرة قلبها ما لا يعطي أحد أحدا، ووقتك بجميع جوارحها، ولم تبال ان تجوع وتطعمك، وتعطش وتسقيك، وتعري وتكسوك، وتضحى وتظلك، وتهجر النوم لأجلك، ووقتك الحر والبرد لتكون لها، فإنك لا تطيق شكرها الا بعون الله وتوفيقه (2).
* * * وبر الوالدين، وان كان له طيبته ووقعه الجميل في نفس الوالدين، بيد انه يزداد طيبة ووقعا حسنا عند عجزهما وشدة احتياجهما إلى الرعاية والبر، كحالات المرض والشيخوخة، والى هذا أشار القرآن الكريم إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما، فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما، وقل لهما قولا كريما. واخفض لهما جناح الذل من الرحمة، وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا.
وقد ورد أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله، فقال:

(١) البحار م ١٦ ج ٤ ص ٢٣، عن بصائر الدرجات لمحمد بن الحسن الصفار.
(2) رسالة الحقوق للإمام السجاد عليه السلام.
(٣٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 348 349 350 351 352 353 354 355 356 357 358 ... » »»