تقوية الإيمان - محمد بن عقيل - الصفحة ١١٩
السفه، وذلك منه وقاحة ظاهرة إن لم يكن عن غفلة مطبقة، ألم يعلم بأن النبي ص اشتغل باللعن حتى في صلاته، وفي حال احتضاره وتبعه على هذا أخوه وأهل بيته، وصفوة أصحابه، ألم يقرأ كتاب الله فيرى ما فيه من اللعن، وقد تكلمنا على مسألتي اللعن وسب الأموات في النصائح الكافية ثم تكلم على ذلك شيخنا نفع الله به في وجوب الحمية وفي ذلك الكفاية لطالب الحق.
زعم بعض مغالطيهم أن اللعن بالصفة العامة هو المأذون فيه، وأن لعن المعين هو المنهي عنه، وهذه سفسطة واضحة مكشوفة لأنه يلزمنا لو قلنا بما زعموه القول بمنع رجم الزاني المحصن المعين، وقطع يد السارق المعين، وهكذا في كل حكم، ونعطل الحدود وننسخها كلها، ولا يبقى محل لحكم أبدا.
والكلي لا وجود له، إلا في إفراده، فيقال لهم: ما هو الفرق بين قولنا هذا عمرو يشرب الخمر، وكل من يشرب الخمر ملعون، فهذا عمرو ملعون، وبين قولنا:
هذا عمرو زان محصن، وكل، زان محصن مرجوم، فهذا عمرو مرجوم، اللهم لا فرق إلا التشهي تبديلا للدين من أجل طاغيتهم.
فإن زعموا أنه قد ورد النهي الصريح الصحيح عن لعن
(١١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة