وهكذا إلى الأخير فأحسب * الراسخون في مقامات النبي هم الذين أورثوا الكتابا * والتحقت أبناؤهم بالآبا اللهم إنه بلغنا ما ورد عن حبيبك ورسولك الذي بعثته بالحق بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله بأذنه وسراجا منيرا أنه قال إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي الثقلين أحدهما أعظم من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما.
وها نحن ولك الحمد والمنة قد صدقناه بقلوبنا واجبنا داعية فيما استطعنا ونتوسل إليك أن تمنحنا توفيقا تثبتنا به فيما بقي من أعمارنا على الانقياد لكتابك المبين والتمسك بأهل بيت نبيك الطاهرين تمسكا تعصمنا به من الضلالة وتحفظنا به من ورطات الزيغ والجهالة ونكون به ما عشنا حربا لمن حاربهم سلما لمن سالمهم حتى تجمعنا وإياهم في مستقر رحمتك ومحل أوليائك مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
خاتمة نذكر فيها قصيدتين من نظم الأستاذ العلامة شيخنا السيد ابن شهاب مد الله مدته يرثي في أولهما مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ويرثي في الثانية مولانا أبا عبد الله الحسين الشهيد بن علي عليهما السلام وإنما خصصتهما بالنقل لما فيهما من التصريح بالحق والإنحاء على المداهنين المتملقين.
القصيدة الأولى في رثاء الإمام علي عليه السلام قفا وانثرا دمعا على التراب احمرا * وشقا لعظم الخطب أقبية الكرى