له البحر وفجر له من العيون وجعل له العصا النيابة؟؟ ثعبانا تلقف ما يأفكون ومنهم من أبرء الأكمه والأبرص وأحيى الموتى بإذن الله وأنبأهم بما يأكلون وما يدخرون في بيوتهم ومنهم من انشق القمر وكلمته بالبهايم مثل البعير والذئب وغير ذلك فلما أتوا بمثل ذلك وعجز الخلق من أمهم عن أن يأتوا بمثله كان من تقدير الله جل جلاله ولطفه بعبادة وحكمته ان جعل أنبيائه مع هذه المعجزات في حال غالبين وأخرى مغلوبين وفي حال قاهرين وأخرى مقهورين ولو جعلهم الله عز وجل في جميع أحوالهم غالبين وقاهرين ولم يبتلهم ولم يمتحنهم لأتخذهم الناس آلهة من دون الله عز وجل ولما عرف فضل صبرهم على البلاء والمحن والاختبار ولكنه جعل أحوالهم في ذلك كأحوال غيرهم ليكونوا في حال المحنة والبلوى صابرين وفي حال العافية والظهور على الأعداء شاكرين ويكونوا في جميع أحوالهم متواضعين غير شامخين ولا متجبرين وليعلم العباد ان لهم عليهم السلام الها هو خالقهم و مدبرهم فيعبدوه ويطيعوا وسله وتكون حجة الله ثابتة على من تجاوز الحد فيهم وادعى لهم الربوبية أو عاند وخالف و
(٢٣٥)