وكان له ذوق خاص في ضرب الأمثال واقتفاء التشبيهات المستملحة، ولا تكاد تخلو قصيدة من قصائده من روائع ومبتكرات في هذا الباب فامتاز شعره بذلك ويكفي للشاهد على ذلك أن نحيلك إلى قصيدته الرائعة في رثاء الحسين عليه السلام التي تقدمت الإشارة إليها وهي الرائية.
ثقافته:
لم يذكر عن شاعر نا ماذا درس من النجف وعلى من تلمذ وبأية درجة كانت ثقافته، نمير ان الذي يقرأ شعره يرى فيه لفتات الفاضلي العالم بالمعارف الاسلامية، بل أكثر من ذلك يجد انه قد درس الفلسفة وفهم دقائقها، وإن كان يقول:
كفى رويدك واقصري يا هذى * هيهات ليس الفيلسوف بهاذ وإلا فلا تخل غير الدارس للفلسفة المتذوق لها يتمكن أن يقول في " ألفيته " في مدح أمير المؤمنين عليه السلام:
وهو الآية المحيطة في الكون ففي عين كل شئ تراها الفريد الذي مفاتيح علم * الواحد الفرد غيره ما حواها هو طاوس روضة الملك بل * ناموسها الأكبر الذي يرعاها وهو الجوهر المجرد منه * كل نفس مليكها سواها لم تكن هذه العناصر إلا * من هيولاه حيث كان أباها ففي هذه الأبيات - أولا - تلمح النزعة الاشراقية إلى القول بوحدة الوجود، ذلك قوله (ففي عين كل شئ تراها) وأراد بالعين