وكان صريحا في مخاصماته لا ينيم على ضيم ولأجل ذلك كان مهاب الجانب محترما في نظر الجميع العدو والصديق، الشعب والحكومة أضف إلى أنه كان عزيز الجانب بانتسابه إلى بني تميم وهم في جوار بغداد وهو أيضا من بيت رفيع في بغداد. وزاد في منعته اتصاله بأمراء آل الشاوي وصداقته معهم صداقة وثيقة وكان أكثر مديحه في ديوانه للحاج سليمان الشاوي الذي كانت له الصولة حتى في مقابلة الحكومة العثمانية.
شاعريته: ومن ناحية شعره كان من فحول شعراء القرنين الثاني عشر والثالث عشر للهجرة، وهذا القرن الثالث عشر بالخصوص كان لا معا من ناحية أدبية في تأريخ القرون الاسلامية بعد القرن الرابع وكان زاخرا بالشعراء المجيدين كالرابع.
وفى الحقيقة ان الروح الأدبية في العالم العربي بعد القرن الرابع قد تدنت وجمدت إلى حد بعيد ولم يعد الأدب في القرون اللاحقة إلا صناعة لفظية باهتة وكلما تقدم الزمن كانت تتأخر هذه الصناعة حتى بلغ أقعى تدنيها في القرن العاشر والحادي عشر.
وفجأة بدت تباشير حركة أدبية عالية في العراق في النصف الثاني من القرن الثاني عشر الذي كان صاحبنا المترجم له وأخوه الشيخ محمد رضا من ألمع شخصياته الأدبية. ولم تعرف إلى الآن الأسباب الحقيقة لتلك الحركة المفاجئة على التحقيق وان كانت التكهنات والتخرصات كثيرة. في حين ان ذلك القرن كالذي قبله من أظلم القرون التي مرت على البلاد الاسلامية عامة والبلاد العربية خاصة ولا سيما العراق الذي كان في تلك الأيام ساحة