فإنها تجمع إلى المتانة والجزالة وضوح الديباجة ورقة الأسلوب ودقة التعبير وتركيز الفكرة وقوة الحجة وسلاسة البيان وسلامة اللفظ. كما تجمع إلى الاستدلال المتين على العقيدة والحماسة الدينية المشبوبة القصص التأريخية والمناحي الأخلاقية العالية والدعوة إلى العدل الاسلامي كل ذلك مع المدح والثناء البالغ لسيد الرسل وآل بيته الطيبين عليه وعليهم السلام، فجاءت كما تقرأها آية في الفن ومفخرة من مفاخر الشعر العربي، بل معجزة من معاجزه لم يسبقه إلى مثلها وطول نفسها سابق ولم يلحقه لاحق، وهي على طولها مع أنها على قافية واحدة لا تجد بين أبياتها ضعفا أو هبوطا عن مستواها العالي ومما يؤسف له حقا ان ناظمها كتبها في طومار للاحتفاظ بها وهي تبلغ الف بيت فأكلت الأرضة جملة منها، والذي بقى منها على التحقيق 587 بيتا، وهو الموجود المتداول بين أيدي الناس الذي خمسه المرحوم الشيخ جابر الكاظمي.
وهي ينبغي أن تعد كتابا دينيا لا قصيدة، فإنها تمثل رأي الامامية في النبوة والإمامة كاملا وفيها كثير من المباحث الكلامية وإقامة الحجج عليها في باب الإمامة تغني بجملتها عن مجلدات ضخمة ولا شك ان تركيز الفكرة واختصار العرض وايجاز الدليل وتلخيص الوقايع ودقة التعبير كل ذلك لا يحصل بالنثر كما يؤديه الشعر، مضافا إلى للشعر تأثيره الكبير في النفوس لاقناعها وتوجيهها، فهو أكثر أثرا في الجدل الديني وغير الديني من النثر.