العالم الشيخ محمد رضا، ولعل هذا من أهم أسباب تفرق آثارهما وضياع جملة منها مكانته الاجتماعية:
تخلد هذا الشاعر الفحل بألفيته المشهورة ب " الأزرية " فكان مذ ذلك الحين مثار اعجاب الأدباء والعلماء بشاعريته وأدبه وفضله، وكان لدى علماء عصره مبجلا محترما لا سيما عند السيد بحر العلوم، وتنقل إلى اليوم على ألسنة الناس، مبالغات في احترامه وتقدير ألفيته خاصة لدى العلماء، حتى ينقل عن الشيخ صاحب الجواهر انه كان يتمنى أن يكتب في ديوان أعماله القصيدة الأزرية مكان كتابه (جواهر الكلام). وجواهر الكلام! هذا الكتاب العظيم في الفقه الذي لم يكتب مثله . وكان - على ما هو المعروف - حليقا مفتول الشاربين على عادة أهل زمانه، وهذا ما ينكره المتشرعون ولا سيما انه تربى في النجف الأشرف تربية دينية، ولكن أهل الدين مع ذلك لم يكونوا يتضايقون منه لما عرف به من الجهاد والدفاع عن العقيدة، وقيل إن بحر العلوم نفسه ربما كان يعتذر له بأن ما يقوم به من الدفاع والجهاد وما يقتضي ذلك من الانغمار في محيط بغداد وحكامه هو الذي كان يدفعه إلى اختيار هذه الهيئة مجاراة لمحيطه وتعزيزا لمواقفه المجيدة وربما كان هذا في نظره ما يبرر له هذا العمل . نعم ان الرجل كان من شخصيات بغداد اللامعة الذين يشار إليهم بالبنان وكان ممن يتقى في صولته وقوة عارضته وحجته،