النحر ثم مضت فأفاضت أي طافت طواف الإفاضة وما جاء عن أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرها أن توافى معه صلاة الصبح يوم النحر بمكة قال بعضهم ذكر يوم النحر غلط من الراوي أو من الناسخ وإنما هو يوم النفر ويقال بمثل ذلك فما قبله فليتأمل فإنه سيأي في بعض الروايات أنه طاف طواف الوداع سحرا قبل صلاة الصبح إلا أن يقال إنه صلى الله عليه وسلم مكث بعد الطواف لصلاة الصبح حتى صلاها وفيه أن بعضهم ذكر أنه صلى الله عليه وسلم طاف بالبيت أي طواف الوداع بعد صلاة الصبح والله أعلم وطافت في ذلك اليوم الذي هو يوم النحر عائشة رضي الله عنها بعد أن طهرت من حيضها وكانت حائضا يوم عرفة أي كما تقدم وطافت أيضا صفية رضي الله عنها في ذلك اليوم وسئل صلى الله عليه وسلم في ذلك اليوم عما تقدم بعضه على بعض من الرمي والحلق والنحر والطواف فقال لا حرج أي لا إثم ففي مسلم عن عمرو بن العاصي رضي الله عنه قال وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم في جة الوداع بمنى على راحلته للناس يسألونه فجاء رجل فقال يا رسول الله لم أشعر أن التحلل قبل النحر فحلقت قبل أن أنحر فقال اذبح ولا حرج ثم جاءه رجل آخر فقال يا رسول الله لم أشعر أن الرمي قبل النحر فنحرت قبل أن أرمي فقال ارم ولا حرج وجاءه آخر فقال إني أفضت إلى البيت قبل أن أرمي فقال ارم ولا حرج قال فما سئل عن شيء قدم ولا أخر إلا قال افعل ولا حرج ولذلك قال صلى الله عليه وسلم أيضا في تقديم السعي بين الصفا والمروة قبل الطواف بالبيت أي فمن شاء قدم السعي عقب طواف القدوم ومن شاء أخره عن طواف الإفاضة وقد تقدم أنه صلى الله عليه وسلم أتى بالسعي عقب طواف القدوم وأقام صلى الله عليه وسلم بمنى ثلاثة أيام يرمي الجمار أي ماشيا في ذهابه وإيابه وأمر صلى الله عليه وسلم شخصا أن ينادي في الناس بمنى إنها أيام أكل وشرب وباءة ورمى لكل جمرة من الجمرات الثلاث بعد الزوال أي قبل الصلاة للظهر سبع حصيات يبدأ بالتي تلي مسجد منى أي الخيف ويقف عندها للدعاء ثم التي تليها وهي الوسطى ثم يقف للدعاء ثم جمرة العقبة ولم يقف عندها للدعاء أي وكان أزواجه صلى الله عليه وسلم
(٣٣٢)