السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٣ - الصفحة ٩٥
قبله كما وقع له صلى الله عليه وسلم في يهود خيبر ولا يخفى ان هذا في الرجال دون الذراري فقالوا ما كنا نعدل بالأحساب شيئا أردد علينا نساءنا وأبناءنا فهو أحب الينا ولا نتكلم في شاة ولا بعير فقال صلى الله عليه وسلم أما مالي ولبني عبد المطلب فهو لكم أي وقال لهم فإذا أنا صليت الظهر بالناس فقوموا إنا نستشفع برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المسلمين وبالمسلمين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في أبنائنا ونسائنا أي بعد أن قال لهم صلى الله عليه وسلم أظهروا إسلامكم وقولوا نحن إخوانكم في الدين فاسأل كلم الناس فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر قاموا فتكلموا بالذي أمرهم به فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أي بعد أن اثنى على الله بما هو أهله ثم قال اما بعد فإن اخوانكم هؤلاء جاءوا تائبين وإني قد رأيت أن أرد إليهم سبيهم فمن أحب أن يطيب بذلك فليفعل ومن أحب منك أن يكون على حظه حتى نعطيه إياه من أول ما يفئ الله علينا فيلفعل كذا في البخاري وفي لفظ انه صلى الله عليه وسلم قاله وأما من تمسك منكم بحقه من هذا السبي فله بكل إنسان ست فرائض من أول سبي اسبيه وفي رواية فمن أحب منكم أن يعطي غيره مكره فيلفعل ومن كره ان يعطى ويأخذ الفداء فعلى فداؤهم ثم قال صلى الله عليه وسلم أما ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو كلم فقال المهاجرون والأنصار رضي الله عنهم ما كان لنا فهو لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الأقرع بن حابس أما أنا بنو تميم فلا وقال عيينة بن حصن أما أنا وبنو فزارة فلا وقال العباس بن مرداس أما أنا وبنو سليم فلا فقالت بن سليم بلى ما كان لنا فهو لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال العباس بن مرداس وهنتموني أي أضعفتموني حيث صيرتموني منفردا وفي رواية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هؤلاء القوم جاءوا مسلمين وقد خيرتهم فلم يعدلوا بالأبناء والنساء شيئا فمن كان عنده من النساء سبى فطابت نفسه أن يرده فليرده ومن أبى فليرد عليهم ذلك قرضا علينا بكل إنسان ست فرائض من أول ما يفئ الله علينا قالوا رضينا وسلمنا فردوا عليهم نساؤهم وأبنائهم ولما فرق صلى الله عليه وسلم النساء نادى مناديه ألا لا توطأ الحبالى حتى يضعن ولا غير الحبالي حتى يستبرئن بحيضة
(٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 ... » »»