السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٣ - الصفحة ٤٧٤
وقالت فاطمة رضي الله عنها لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وا أبتاه أجاب داع دعاه يا أبتاه الفردوس مأواه يا أبتاه إلى جبريل ننعاه قال ابن كثير رحمه الله وهذا لا يعد نياحة بل هو من ذكر فضائل الحق عليه عليه أفضل الصلاة والسلام قال وإنما قلنا ذلك لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن النياحة وعن عائشة رضي الله تعالى عنها أنها قالت من سفاهة رأيي وحداثه سني أني أخذت وسادة فوسدت بها رأسه الشريف من حجري ثم قمت مع النساء أبكي وأنتدم والانتدام ضرب الخد باليد عند المصيبة وسمعوا قائلا ولا يرون شخصه يقال إنه الخضر عليه السلام أي قال علي كرم الله وجهه أترون من هذا هذا الخضر عليه السلام وفي إسناده متروك يقول السلام عليكم يا أهل البيت ورحمة الله وبركاته * (كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة) * إن في الله عزاء من كل مصيبة وخلفا عن كل هالك ودركا من كل فائت فبالله فثقوا وإياه فارجو فإن المصاب من حرم الثواب والسلام عليك ورحمة الله وبركاته قال ابن كثير رحمه الله هذا الحديث مرسل وفي إسناده ضعف وسجي صلى الله عليه وسلم بثوب حبرة أي بالإضافة برد من برود اليمن ولم أقف على أن ثيابه صلى الله عليه وسلم التي كانت عليه قبل الموت نزعت عنه ثم سجي إلا أن كلام فقهائنا يشعر بذلك حيث جعلوا ذلك دليلا لنزع ثياب الميت وستره بثوب وعند ذلك دهش الناس وطائت عقولهم واختلفت أحوالهم فأما عمر رضي الله تعالى عنه فخبل وأما عثمان رضي الله تعالى عنه فأخرس وأماعلي كرم الله وجهه فأقعد وجاء أبو بكر وعيناه تهملان فقبل النبي صلى الله عليه وسلم فقال بأبي أنت وأمي طبت حيا وميتا وتكلم كلاما بليغا سكن به نفوس المسلمين وثبت جأشهم أي فإن عمر رضي الله تعالى عنه صار في ناحية المسجد يقول والله مات رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يموت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يقطع أيدي ناس من المنافقين كثير وأرجلهم وصار رضي الله تعالى عنه يتوعد من قال إنه مات بالقتل أو القطع ونقل عنه رضي الله عنه أنه قال إن رجالا من المنافقين يزعمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مات ولكن ما مات ولكن ذهب إلى ربه كما ذهب موسى بن عمران عليه
(٤٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 469 470 471 472 473 474 475 476 477 478 479 ... » »»