السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٣ - الصفحة ٤٧٨
أدرج صلى الله عليه وسلم في أكفانه وجمروه عودا وندا ثم احتملوه حتى وضعوه على سرير وسجوه وذكر أنه كان عند علي كرم الله وجهه مسك وقال إنه من فضل حنوط رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلى عليه صلى الله عليه وسلم الناس أفذاذا لم يؤمهم أحد وفي لفظ لما أدرج صلى الله عليه وسلم في أكفانه وضع على سريره ثم وضع على شفير حفرته ثم صار الناس يدخلون عليه رفقاء رفقاء لا يؤمهم أحد وذكر أنه دخل عليه صلى الله عليه وسلم أبو بكر وعمر معهما نفر من المهاجرين والأنصار بقدر ما يسع البيت فقالا السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته وسلم المهاجرون والأنصار كما سلم أبو بكر وعمر رضي الله عنهم ثم صفوا صفوفا لا يؤمهم أحد اللهم إنا نشهد أنه صلى الله عليه وسلم قد بلغ ما أنزل اليه ونصح لامته وجاهد في سبيل الله حتى أعز الله دينه وتمت كلمته فاجعلنا إلهنا ممن تبع القول الذي أنزل معه واجمع بيننا وبينه حتى تعرفه بنا وتعرفنا به فإنه كان بالمؤمنين رؤوفا رحيما لا نبتغي بالإيمان به بدلا ولا نشتري به ثمنا ابدا فيقول الناس آمين آمين وهذا يدل على أنه المراد بالصلاة عليه صلى الله عليه وسلم الدعاء لا الصلاة على الجنازة المعروفة عندهم والصحيح ان هذا الدعاء كان ضمن الصلاة المعروفة التي بأربع تكبيرات فقد جاء أن أبا بكر رضي الله عنه دخل عليه صلى الله عليه وسلم فكبر أربع تكبيرات ثم دخل عمر رضي الله عنه فكبر أربعا ثم دخل عثمان رضي الله عنه فكبر أربعا ثم طلحة ابن عبيد الله والزبير بن العوام رضي الله عنهما ثم تتابع الناس أرسالا يكبرون عليه أي وعلى هذا إنما خصوا الدعاء بالذكر لأنه الذي يليق به صلى الله عليه وسلم ومن ثم استشاروا كيف يدعون له فأشير بمثل ذلك قال وقال ابن كثير رحمه الله وهذا الامر أي صلاتهم عليه صلى الله عليه وسلم فرادى من غير إمام يؤمهم مجمع عليه ولا يقال لأن المسلمين لم يكن لهم حينئذ إمام لأنهم لم يشرعوا في تجهيزه عليه الصلاة والسلام إلا بعد تمام البيعة لأبي بكر رضي الله عنه لأنه لما تحقق موته صلى الله عليه وسلم واجتمع غالب المهاجرين علي أبي بكر وعمر وانضم إليهم
(٤٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 473 474 475 476 477 478 479 480 481 482 483 ... » »»