السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٣ - الصفحة ٤٥٨
أحد أي دعا لهم فأكثر عليهم واستغفر لهم ثم قال إن عبدا من عباد الله خيره الله بين الدنيا وبين ما عنده فاختار ذلك العبد ما عند الله ففهمها أبو بكر رضي الله تعالى عننه وعرف أن نفسه يريد أي فبكى أبو بكر فقال نفديك بأنفسنا وأبنائنا فقال على رسلك يا أبا بكر أي وفي رواية قال يا أبا بكر لا تبك أيها الناس أمن الناس علي في صحبته وماله أبو بكر وهذا حديث صحيح جاء عن بضعه عشر صحابيا ولكثرة طرقه عد من المتواتر وفي أخرى إن أعظم الناس علي منا في صحبته وذات يده أبو بكر وفي أخرى فإني لا أعلم امرا أفضل عندي يدا في الصحابة من أبي بكر وعن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من نبي يموت حتى يخير بين الدنيا والآخرة أي وفي الحديث حياتي خير لكم ومماتي خير لكم تعرض علي أعمالكم فإن رأيت شرا استغرت لكم أي وهذا بيان للثاني لاستغناء الأول عن البيان ومعلوم أن خيرا وشرا هنا ليسا افعل تفضيل الذي يوصل بمن حتى يلزم التناقض بل المراد أن ذلك فضيلة ثم قال صلى الله عليه وسلم انظروا هذه الأبواب اللاصقة في المسجد أي وفي لفظ هذه الأبواب الشوارع في المسجد فسدوها إلا باب أبي بكر أي وفي لفظ إلا ما كان من باب أبي بكر فإني وجدت عليه نورا وفي لفظ سدوا عني كل خوخة في هذا المسجد إلا خوخة أبي بكر فإن المراد بالأبواب الخوخ فإني لا أعلم أن أحدا كان أفضل في الصحبة عند يدا منه أي وفي لفظ أبو بكر صاحبي ومؤنسي في الغار سدوا كل خوخة في المسجد غير خوخة أبي بكر وفي لفظ لا تؤذوني في صاحبي ولولا أن الله سماه صاحبا لاتخذته خليلا ألا فسدوا كل خوخة إلا خوخة ابن أبي قحافة أي وجاء في الحديث لكل نبي خليل من أمته وإن خليلي أبو بكر وإن الله اتخذ صاحبكم خليلا وفي رواية وإن خليلي عثمان بن عفان وجاء لكل نبي خليل وخليل سعد ابن معاذ وفي أسباب النزول للثعالي عن أبي أمامة رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا وإنه لم يكنم نبي إلا وله خليل ألا وإن خليلي أبو بكر وفي رواية الجامع الصغير إن الله اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا وإن خليلي أبو بكر وفي رواية الجامع الصغير خليلي من هذه الأمة
(٤٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 453 454 455 456 457 458 459 460 461 462 463 ... » »»