السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٣ - الصفحة ٢٦٤
وحين اجتمعوا به صلى الله عليه وسلم قال لهم بما كنتم تغلبون من قاتلكم في الجاهلية قالوا كنا نجتمع ولا نفترق ولا نبدا أحدا بظلم قال صدقتم وامر عليهم صلى الله عليه وسلم زيد بن الحصين ولم يمكثوا بعد رجوعهم إلى قومهم إلا أربعه اشهر حتى توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنها أنه وفد عليه صلى الله عليه وسلم رفاعة بن زيد الخزاعي وفد رفاعة بن زيد الخزاعي بالخاء المعجمة والزاي على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهدى لرسول الله صلى الله عليه وسلم غلاما فأسلم وحسن إسلامه وكتب له رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا إلى قومه بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم لرفاعة بن زيد إني بعثته إلى قومه عامة ومن دخل فيهم يدعوهم إلى الله وإلى رسوله فمن أقبل منهم ففي حزب الله وحزب رسوله ومن أدبر فله أمان شهرين فلما قدم رفاعة رضي الله تعالى عنه على قومه أجابوا وأسلموا ومنها وفد همدان وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع من همدان فيهم مالك ابن نمط كان شاعرا مجيدا فلقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم مرجعه من تبوك عليهم مقطعات من الحبرات بكسر الحاء المهملة ثياب قصار وقيل مخططة من برود اليمن والعمائم العدنية نسبة إلى عدن مدينة باليمن سميت بذلك لأن تبعا كان يحبس فيها أرباب الجرائم وفدوا اليه صلى الله عليه وسلم على الرواحل المهرية والأرحبية والمهرية نسبة إلى قبيلة يقال لها مهرة باليمن والأرحبية نسبة إلى أرحب وصار مالك بن نمط يرتجز إي يقول الرجز بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول * إليك جاوزنا سواد الريف * في هبوات الصيف والخريف * مخطمات بحبال الليف ومن شعره * حلفت برب الراقصات إلى منى * صوادر بالركبان من هضب قردد * بأن رسول الله فينا مصدق * رسول أتى من عند ذي العرش مهتد * فما حملت من ناقة فوق رحلها * أشد على أعدائه من محمد * وقد أمره صلى الله عليه وسلم على من أسلم من قومه وأمره بقتال ثقيف فكان لا يخرج لهم سرج إلا أغار عليه كذا في الأصل وفي الهدى روى البيهقي بإسناد صحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث خالد
(٢٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 259 260 261 262 263 264 265 266 267 268 269 ... » »»