السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٣ - الصفحة ٢٦٣
جمع محلاف وأبلغوها رسلي وأن أميرهم معاذ بن جبل فلا ينقلبن إلا راضيا اما بعد فإن محمدا يشهد أن لا إله إلا الله وأنه عبده ورسوله ثم إن مالك بن كعب بن مرارة قد حدثني انك قد أسلمت من أول حمير و قتلت المشركين فأبشر بخير و آمرك بحمير خيرا ولا تخونوا ولا تخاذلوا بضم التاء المثناة الفوقية وكسر الذال ويجوز ان يكون بفتح المثناة وفتح الذال محذوف إحدى التاءين فان رسول الله هو مولى غنيكم وفقيركم وان الصدقة لا تحل لمحمد ولا لأهل بيته انما هي زكاه يزكى بها على فقراء المسلمين وابن السبيل وان مالكا قد بلغ الخبر وحفظ الغيب وأمركم به خيرا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومنها وفد رسول فروه بن عمرو الجذامي وفد رسول فروه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم يخبره باسلامه واهدى له صلى الله عليه وسلم بغله بيضاء اى يقال لها فضة وحمارا يقال له يغفور و فرسا يقال لها الظرب و ثيابا وقباء مرصعا بالذهب وكان فروه رضي الله عنه تعالى عاملا للروم على ما يليهم من العرب فلما بلغ الروم اسلامه اخذوه وحبسوه ثم ضربوا عنقه وصلبوه اى بعد ان قال له الملك ارجع عن دين محمد ونحن نعيدك إلى ملكك قال لا أفارق دين محمد صلى الله عليه وسلم فإنك تعلم أن عيسى عليه السلام بشر به ولكنك تظن بملكك ومنها وفد بنى الحارث بن كعب بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد رضي الله تعالى عنه إلى بني الحارث بن كعب بنجران و امره ان يدعوهم إلى الاسلام قبل ان يقاتلهم وقال له ان استجابوا فاقبل منهم وان لم يفعلوا فقاتلهم فخرج خالد رضى الله تعالى عنه حتى قدم عليهم فبعث الركبان يضربون في كل وجه ويدعون إلى الاسلام ويقولون أيها الناس أسلموا تسلموا فاسلموا فقام فيهم خالد بن الوليد رضي الله عنه تعالى عنهم يعلمهم الاسلام اى شرائعه وكتب إلى رسول صلى الله عليه وسلم بذلك فكتب له رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يقبل ويقبل معه وفدهم فاقبل رضى الله تعالى عنه ومعه وفدهم وفيهم قيس بن الحصين ذو الغصه بالغين المعجمة اى لأنه كان في حلقه غصه لايكاديبين الكلام منها وهى صفه لأبيه الحصين وربما وصف بها قيس قال في النور ويحتمل ان يقال له ذو الغصه وابن ذي الغصه لأنه وأباه كانت بهما الغصه وفيه بعد
(٢٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 258 259 260 261 262 263 264 265 266 267 268 ... » »»