ساعتنا لقد رأينا الغيث يواري الرحال ويقول قائلنا أنعم علينا عم أنس وذكروا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما كانوا يقسمون لهذا الصنم من أموالهم من إنعامهم وحرثهم فقالوا كنا نزرع الزرع فنجعل له وسطه فنسميه له ونسمى زرعا آخر حجرة أي ناحية الله فإذا مالت الريح بالذي سميناه له أي لله جعلناه لعم أنس وإذا مالت الريح بالذي سميناه لعم أنس لم نجعله الله فذكر لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى أنزل علي في ذلك * (وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبا) * الآية قالوا وكنا نتحاكم إليه فيتكلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الشياطين تكلمكم وسألوه صلى الله عليه وسلم عن فرائض الله فأخبرهم بها صلى الله عليه وسلم وأمرهم بالوفاء بالعهد وأداء الأمانة وحسن الجوار لمن جاوروا وأن لا يظملوا أحدا فإن الظلم ظلمات يوم القيامة ثم ودعوه صلى الله عليه وسلم بعد أيام وأجازهم أي أعطى كل واحد اثنتي عشرة أوقية ونشا ورجعوا إلى قومهم فلم يحلوا عقدة حتى هدموا عم أنس ومنها وفد بني محارب وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة من بني محارب وفيهم خزيمة بن سواد وكانوا أغلظ العرب وأشدهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم أيام عرضه نفسه على القبائل في المواسم يدعوم إلى الله تعالى فجلسوا عنده يوما من الظهر إلى العصر وأدام صلى الله عليه وسلم النظر إلى رجل منهم وقال له قد رأيتك فقال له ذلك الرجل إي والله رأيتني وكلمتك بأقبح الكلام ورددتك بأقبح الرد بعكاظ وأنت تطوف على الناس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم ثم قال يا رسول الله ما كان في أصحابي أشد عليك يومئذ ولا أبعد عن الإسلام مني فأحمد الله الذي جاء بي حتى صدقت بك ولقد مات أولئك النفر الذين كانوا معي على دينهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن هذه القلوب بيد الله عز وجل فقال يا رسول الله استغر لي من مراجعتي إياك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن هذا الإسلام يجب ما قبله يعني الكفر أي ومسح رسول الله صلى الله عليه وسلم وجه خزيمة بن سواد فصارت له غرة بيضاء وأجازهم كما يجيز الوفود ثم انصرفوا إلى أهليهم ومنا وفد صداء حي من عرب اليمن وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسة عشر رجلا من صداء وسبب ذلك أنه صلى الله عليه وسلم هيأ بعثا أربعمائة من المسلمين استعمل عليهم قيس
(٢٧٥)