ابن الوليد رضي الله تعالى عنه إلى من ذكر يدعوهم إلى الاسلام فأقام ستة أشهر يدعوهم إلى الإسلام فلم يجيبوه ثم إنه صلى الله عليه وسلم بعث عليا كرم الله وجهه وأمر خالدا بالرجوع إليه وأن من كان مع خالد إن شاء بقي معي علي وإن شاء رجع مع خالد فلما دنا من القوم خرجوا إليه فصف علي كرم الله وجهه أصحابه صفا واحدا ثم تقدم بين أيديهم وقرأ عليهم كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلموا جميعا وكتب بذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فلما قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم الكتاب خر ساجدا ثم رفع رأسه ثم قال السلام على همدان السلام على همدان وهذا أصح لأن همدان لم تكن تقاتل ثقيفا فإن همدان باليمن وثقيفا بالطائف أي وجاء أنه صلى الله عليه وسلم قال نعم الحي همدان ما أسرعها إلى النصر وأصبرها على الجهد وفيهم أبدال وفيهم أوتاد ومنها وفد تجيب أي بضم المثناة فوق وتحيته ويجوز الفتح وهي قبيلة من كندة وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفد تجيب وقد كانوا ثلاثة عشر رجلا وقد ساقوا معهم صدقات أموالهم التي فرض الله عليهم فسر رسول الله صلى الله عليه وسلم بهم وأكرم مثواهم وقالوا يا رسول الله إنا سقنا إليك حق الله في أموالنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ردوها فاقسموها على فقرائكم قالوا يا رسول الله ما قدمنا عليك إلا بما فضل عن فقرائنا أي وفضل بفتح الضاد وكسرها قال أبو بكر يا رسول الله ما قدم علينا وفد من العرب مثل هذا الوفد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الهدى بيد الله عز وجل فمن أراد به خيرا شرح صدره للإيمان وجعلوا يسألونه عن القرآن والسنن فازداد رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم رغبة وأرادوا الرجوع إلى أهليهم فقيل لهم ما يعجلكم قالوا نرجع إلى من وراءنا فنخبرهم برؤية رسول الله صلى الله عليه وسلم وتلاقينا إياه وما ورد علينا ثم جاءوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فودعوه فأرسل إليهم بلالا فأجازهم بأرفع ما كان يجيز به الوفود ثم قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم هل بقي منكم أحد قالوا غلام خلفناه على رحالنا وهو أحدثنا سنا قال فأرسلوه إلينا فأرسلوه فأقبل الغلام حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال يا رسول الله أنا من الرهط الذين أتوك آنفا فقضيت حوائجهم فاقض حاجتي قال وما حاجتك قال تسأل الله عز وجل أن يغفر لي ويرحمني ويجعل غناي في قلبي فقال رسول الله
(٢٦٥)