السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٣ - الصفحة ٢٦٢
يرتادن أي ينظران الأخبار فبينما هما عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بأي بلاد الله شكر فقام إليه رجلان فقالا يا رسول الله ببلادنا جبل يقال له كشر فقال إنه ليس بكشر ولكن شكر قالا فما شأنه يا رسول الله قال إن بدن الله لتنحر عنده الآن وأخبرهما الخبر فخرجا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم راجعين إلى قومهما فوجد قومهما قد أصيبوا في اليوم الساعة قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال وعند إخبارهما لقومهما بذلك وفد وفد جرش على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلموا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مرحبا بكم أحسن الناس وجوها وأصدقه لقاء وأطيبه كلاما وأعظمه أمانة أنتم مني وأنا منكم وحمى لهم حمى حول بلدهم ومنها وفد رسول ملوك حمير وحامل كتابهم إليه صلى الله عليه وسلم وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم رسول ملوك حمير وحامل كتابهم اليه صلى الله عليه وسلم بإسلام الحارث بن عبد كلال بضم الكاف وقد اختلف في كون الحارث له وفادة فهو صحابي أولا والنعمان ومعافر بالفاء مكسورة وهمدان أي باسكان الميم وفتح الدال المهملة وهي قبيلة وأما همذان بفتح الميم والذال المعجمة فقبيلة بالعجم فكتب إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى الحارث بن عبد كلال وإلى النعمان ومعافر وهمذان أما بعد فإني أحمد الله إليكم الذي لا إله إلا هو أما بعد فإنه قد وقع بنا رسولكم مقفلنا من أرض الروم أي رجوعنا من غزوة تبوك فلقيناه بالمدينة فبلغ ما أرسلتم به وخبر ما قبلكم وأنبأنا بإسلامكم وقتلكم المشركين وإن الله قد هداكم بهداه إن أصلحتم وأطعتم الله ورسوله وأقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وأعطيتم من الغنائم خمس الله وسهم النبي صلى الله عليه وسلم وصفيه وما كتب على المؤمنين من الصدقة أما بعد فإن محمدا النبي أرسل إلى زرعة ذي يزن وفي الاستيعاب زرعة بن سيف ذي يزن وفي كلام الذهبي زرعة بن سيف ذي يزن أن إذا أتاكم رسلي فأوصيكم بهم خيرا معاذ بن جبل وعبد الله بن زيد ومالك بن عبادة وعقبة بن نمر ومالك ابن مرارة وأصحابهم وأن اجمعوا ما عندكم من الصدقة والجزية من مخاليفكم بالخاء المعجمة
(٢٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 257 258 259 260 261 262 263 264 265 266 267 ... » »»