السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٣ - الصفحة ٢٣
عنه كان من دهاة العرب وأهل الرأي والمكيدة في الحرب مع النجدة والبسالة والشجاعة من وقف على ما وقع بينه وبين معاوية لما ولاه سيدنا علي كرم الله وجهه بعد قتل عثمان رضي الله تعالى عنه مصر لرأي العجب من وفور عقله ومع ذلك كان له من الكرم مالا مزيد عليه وقفت له رضي الله تعالى عنه عجوز وقالت له أشكو إليك قلة الجرذان ببيتي والجرذان بالذال المعجمة نوع من الفيران فقال ما أحسن هذا السؤال وقال لها لأكثرن الجرذان ببيتك فملأ بيتها طعاما وأدما وقيل قالت له مشت جرذان بيتي على العصى فقال لها لأدعهن يثبن وثبة الأسود ثم ملأ بيتها طعاما ولا مانع من تعدد الواقعة ومن هذا الوادي ما كتب به بعضهم إلى عبد الملك بن مروان يا أمير المؤمنين أشكو إليك الشرف فقال له ما أحسن ما استمنحت وأعطاه عشرة آلاف درهم فقيل له في ذلك يسأل ما لا يقدر عليه ويعتذر فلا يعذر ولما أشرف أبوه سعد رضي الله تعالى عنهما على الموت قسم ماله في أولاده وكان له حمل لم يشعر به فلما مات سعد وولد له ذلك الحمل كلمه أبو بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما في أن ينقض ما صنع أبوه من تلك القسمة فقال نصيبي للمولود ولا أغير ما صنع أبي ولم يكن في وجه قيس رضي الله تعالى عنه شعر وكان مع ذلك جميلا وكانت الأنصار رضي الله تعالى عنهم تقول وددنا أن نشتري لقيس بن سعد لحية بأموالنا وكان له ديون على الناس كثيرة فلما مرض رضي الله تعالى عنه استبطأ عواده فقيل له إنهم مستحيون من أجل دينك فأمر مناديا ينادي كل من كان لقيس بن سعد عليه دين فهو له فأتاه الناس حتى هدموا درجة كان يصعد عليه إليه ورأى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن اللواء لم يخرج عن سعد إذ صار لابنه قيس رضي الله تعالى عنهما قال وروى أن سعدا أبى أن يسلم اللواء الا بأمارة من رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسل صلى الله عليه وسلم اليه بعمامته فدفع اللواء لابنه قيس رضي الله تعالى عنهما انتهى وفي صحيح البخاري ان كتيبة الأنصار جاءت مع سعد بن عبادة رضي الله تعالى عنه ومعه الراية ولم ير مثلها ثم جاءت كتيبة وهى أقل وفي رواية الحميدي وهي أجل الكتائب
(٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 ... » »»