السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٣ - الصفحة ٢٣٦
وقوله تعالى * (إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب) * ثم قال لهم صلى الله عليه وسلم إن الله أمرني إن لم تنقادوا للإسلام أن ابا هلكم أي ندعوا ونجتهد في الدعاء باللعنة على الكاذب فقالوا له يا أبا القاسم نرجع فننظر في أمرنا ثم نأتيك فخلا بعضهم ببعض فقال بعضهم والله علمتم أن الرجل نبي مرسل ومالا عن قوم قط نبيا الا استؤصلوا أي أخذوا عن آخرهم وإن أنتم أبيتم إلا دينكم فوادعوه وصالحوه وارجعوا إلى بلادكم وفي لفظ أنهم ذهبوا إلى بني قريظة أي من بقي منهم وبني النضير وبني قينقاع واستشاروهم فأشاروا عليهم أن يصالحوه ولا يلاعنوه وفي لفظ أنهم وادعوه على الغد فلما أصبح صلى الله عليه وسلم أقبل ومعه حسن وحسين وفاطمة وعلي رضي الله عنهم وقال اللهم هؤلاء أهلي أي وعند ذلك قال لهم الأسقف إني لأرى وجوها لو سألوا الله أن يزيل لهم جبلا لأزاله فلا تباهلوا فتهلكوا ولا يبقى على وجه الأرض نصراني فقالوا لا نباهلك وعن عمر رضي الله عنه أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم لو لاعنتهم يا رسول الله بيد من كنت تأخذ قال صلى الله عليه وسلم آخذ بيد علي وفاطمة والحسن والحسين وعائشة وحفصة وهذا أي زيادة عائشة وحفصة في هذه الرواية دل عليه قوله تعالى * (ونساءنا ونساءكم) * وصالحوه صلى الله عليه وسلم على الجزية صالحوه على ألف حلة في صفر وألف في رجب ومع كل حلة أو قية من الفضة وكتب لهم كتابا وقالوا له أرسل معنا أمينا فأرسل معهم أبا عبيدة عامر بن الجراح رضي الله تعالى عنه وقال لهم هذا أمين هذه الأمة أي وفي رواية هذا هو القوي الأمين وكان لذلك يدعى في الصحابة بذلك ويروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال أما والذي نفسي بيده لقد تدلى العذاب على أهل نجران ولو لاعنوني لمسخوا قردة وخنازير ولأضرم الوادي عليهم نارا ولاستأصل الله تعالى نجران وأهله حتى الطير على الشجر ولا حال الحول على النصارى حتى يهلكوا ووفد عليه صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة الداريون أبو الهند الداري وتميم الداري وأخوه ونعيم وأربعة آخرون وسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعطيهم أرضا من أرض الشام فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم سلوا حيث شئتم قال أبو هند
(٢٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 231 232 233 234 235 236 237 238 239 240 241 ... » »»