السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٣ - الصفحة ٢٣٢
لا ولكن بعثني اقرا براءة على الناس وأنبذ إلى كل ذي عهد عهده وكان العهد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين المشركين عاما وخاصا فالعام أن لا يصد أحد عن البيت جاءه ولا يخاف أحد في الأشهر الحرم كما تقدم والخاص بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين قبائل العرب إلى آجال مسماة وفي كلام السهيلي رحمه الله تعالى لما أردف أبو بكر بعلي رضي الله تعالى عنهما رجع أبو بكر للنبي صلى الله عليه وسلم وقال يا رسول الله هل أنزل في قرآن قال لا ولكن أردت أن يبلغ عني من هو من أهل بيتي فمضى أبو بكر رضي الله تعالى عنه فحج بالناس أي في ذي الحجة لا في ذي القعدة كما قيل من أجل النسئ الذي كان في الجاهلية يؤخرون له الأشهر الحرم أي فإن براءة نزلت أي صدرها وإلا فقد نزل منها قبل ذلك في غزوة تبوك * (انفروا خفافا وثقالا) * الآيات وكان نزول صدرها بعد سفر أبي بكر رضي الله تعالى عنه فقيل له صلى الله عليه وسلم لو بعثت بها إلى أبي بكر فقال لا يؤدي عني إلا رجل من أهل بيتي ثم دعا صلى الله عليه وسلم عليا كرم الله وجهه فقال اخرج بصدر براءة وأذن في الناس يوم النحر إذا اجتمعوا بمنى فقرأ علي بن أبي طالب كرم الله وجهه براءة يوم النحر أي الذي هو يوم الحج الأكبر عند الجمرة الأولى وقال لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال أمرني علي كرم الله وجهه أن أطوف في المنازل من ببراءة فكنت أصيح حتى صحل حلقي فقيل له بماذا كنت تنادي فقال بأربع أن لا يدخل الجنة إلا مؤمن وأن لا يحج بعد العام مشرك وأن لا يطوف بالبيت عريان ومن كان له عهد فله عهد أربعة اشهر ثم لا عهد له وأول تلك الأربعة يوم النحر من ذلك العام ولا عهد له فعهده إلى انقضاء المحرم وكان المشركون إذا سمعوا النداء ببراءة يقولون لعلي كرم الله وجهه سترون بعد الأربعة اشهر فإنه لا عهد بيننا وبين ابن عمك إلا الطعن والضرب وإنما أمر صلى الله عليه وسلم بما ذكر لأنهم كانوا يحجون مع المسلمين ويرفعون أصواتهم بقولهم لا شريك لك إلا شريكا هو لك تملكه وما ملك أي وتقدم سبب الإتيان بذلك ويطوف الرجال منهم عراة ليس على رجل منهم ثوب بالليل فيقول الواحد
(٢٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 227 228 229 230 231 232 233 234 235 236 237 ... » »»