صلى الله عليه وسلم إنهم قاتلوك فقال له عروة يا رسول الله أنا أحب إليهم من أبكارم أي أول أولادهم وفي رواية من أبصارهم فخرج رضي الله تعالى عنه يدعو قومه إلى الإسلام رجاء أن لا يخالفوه لمرتبته فيهم أي لأنه رضي الله تعالى عنه كان فيهم محببا مطاعا فلما أشرف لهم على علية ودعاهم إلى الإسلام وأظهر لهم دينه رموه بالنبل من كل جانب فأصابه سهم فقتله وفي لفظ انه رضي الله تعالى عنه قدم الطائف عشاء فجاءته ثقيف يسلمون عليه فدعاهم إلى الإسلام نصح لهم فعصوه وأسمعوه من الأذى مالم يكن يغشاه منهم فخرجوا من عنده حتى إذا كان السحر وطلع الفجر قام على غرفة في داره وتشهد فرماه رجل من ثقيف بسهم فقتله فقيل له قبل أن يموت ما ترى في دمك فقال كرامة أكرمني الله بها وشهادة ساقها الله إلي فليس في إلا ما في الشهداء الذين قتلوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل ان يرتحل عنكم فادفنوني معهم فدفنوه معهم وقال في حقه صلى الله عليه وسلم إن مثله في قومه كمثل صاحب يس إنه قال لقومه * (اتبعوا المرسلين) * الآيات فقتله قومه أي المذكورة في سورة يس وهو حبيب بن برى وقال السهيلي يحتمل أن المراد به صاحب إلياس فإن إلياس يقال في اسمه يس أيضا وقد قال صلى الله عليه وسلم مثل هذه المقالة في حق شخص آخر يقال له قرة بن حصين أو ابن الحارث بعثه النبي صلى الله عليه وسلم إلى بني هلال بن عامر يدعوهم إلى الإسلام فقتلوه فقال صلى الله عليه وسلم مثله مثل صاحب يس ثم إن ثقيفا أقامت بعد قتل عروة شهرا ثم إنهم ائتمروا بينهم ورأوا أنهم لا طاقة لهم بحرب من حولهم من العرف قد أسلموا فأجمعوا أن يرسلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا فكلموا عبد ياليل بن عمرو وكان في سن عروة بن مسعود رضي الله تعالى عنه في ذلك فأبي أن يفعل لأنه خشي أن يفعل به كما فعل بعروة وقيل كلموا مسعود بن عبد ياليل ونسب قائله إلى الغلط فقال لست فاعلا حتى ترسلوا معي رجالا فبعثوا معه خمسة أنفار منهم شرحبيل بن غيلان أحد أشراف ثقيف اسلم غيلان بالعين المعجمة على عشرة نسوة وممن أسلم على عشرة نسوة أيضا عروة بن مسعود وكذلك مسعود بن معتب ومسعود بن عمير وسفيان بن عبد الله وأبو عقيل مسعود بن عامر وكلهم من ثقيف
(٢٤١)