السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٣ - الصفحة ٢٤٠
أي ويقال إنه صلى الله عليه وسلم هو الذي حضه على مدحهم وقال له لما أنشد بانت سعاد ورآها صلى الله عليه وسلم مشتملة على مدح المهاجرين دون الأنصار لوا أي هلا ذكرت الأنصار بخير فان الأنصار أهل لذلك أي ولما أنشده صلى الله عليه وسلم بانت سعاد وقال * إن الرسول لسيف يستضاء به * مهند من سيوف الله مسلول * ألقى صلى الله عليه وسلم بردة كانت عليه صلى الله عليه وسلم وقد اشتراها معاوية بن أبي سفيان رضي الله تعالى عنهما من آل كعب بمال كثير أي بعد ان دفع لكعب فيها عشرة آلاف فقال ما كنت لأوثر بثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدا فلما مات كعب رضي الله تعالى عنه أخذها من ورثته بعشرين ألفا وتوارثها خلفاء بني أمية ثم خلفاء بني العباس اشتراها السفاح أول خلفاء بني العباس بثلاثمائة دينار أي بعد انقراض دولة بني أمية وكانوا يطرحونها على أكتافهم جلوسا وركبوا وكانت على المقتدر حين قتل وتلوثت بالدم ويقال إن التي كانت عند بني العباس بردته صلى الله عليه وسلم التي أعطاها لأهل أيلة مع كتابه الذي كتبه لهم أمانا وذلك في غزوة تبوك وحينئذ تكون بردة كعب رضي الله تعالى عنه فقدت عند زوال دولة بني أمية وأما هذه البردة فلعل فقدها كان في فتنة التتار ثم رأيت ابن كثير رحمه الله تعالى إن معاوية رضي الله تعالى عنه اشترى البردة التي كانت عند الخلفاء من أهل كعب بأربعين ألف درهم ثم توارثها الخلفاء الأمويون والعباسيون حتى أخذها التتر منهم سنة أخذ بغداد وقال هذا من الأمور المشهورة جدا ولكني لم أر ذلك في شيء من الكتب باسناد أرتضيه وصار كعب رضي الله تعالى عنه من شعرائه صلى الله عليه وسلم الذي يذبون عن الإسلام كعبد الله بن رواحة وحسان بن ثابت رضي الله تعالى عنهما الأنصاريين ولما قدم صلى الله عليه وسلم المدينة من تبوك في رمضان قدم عليه في ذلك الشهر وفد ثقيف وكان من خبرهم أنه لما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن محاصرتهم تبع أثره عروة بن مسعود رضي الله تعالى عنه حتى أدركه صلى الله عليه وسلم قبل ان يصل إلى المدينة فأسلم وسأله أن يرجع إلى قومه بالإسلام فقال له رسول الله
(٢٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 235 236 237 238 239 240 241 242 243 244 245 ... » »»