السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٣ - الصفحة ٢٤٧
ومكث صلى الله عليه وسلم أياما يدعو الله عليهم ويقول اللهم اكفني عامر بن الطفيل بما شئت وابعث له داء يقتله ا ه أي ثم قال صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لو اسلم وأسلمت بنو عامر لزاحمت قريشا على منابرها ثم دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال يا قوم آمنوا ثم قال اللهم اهد بني عامر واشغل عني عامر بن الطفيل بما شئت وأني شئت وفي البخاري أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم أخيرك بين ثلاث خصال يكون لك أهل السهل ولى أهل الوبر وأكون خليفتك من بعدك أو أغزوك من غطفان بألف أشتقر وألف وشقراء فلما خرجوا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عامر لأربد ويلك يا أربد أين ما كنت أمرتك به والله ما على وجه الأرض من رجل أخافه على نفسي منك أبدا وأيم الله لا أخافك بعد اليوم أبدا فقال لا أبالك لا تعجل علي والله ما هممت بالذي أمرتني به إلا دخلت بيني وبين الرجل حتى ما أرى غيرك أفاضربك بالسيف أي وفي رواية إلا رأيت بيني وبينه سورا من حديد وفي رواية لما وضعت يدي على قائم السيف يبست فلم أستطع أن أحركها وفي رواية لما أردت سل سيفي نظرت فإذا فحل من الإبل فاغر فاه بين يدي يهوى إلى فوالله لو سللته لخفت أن يبتلع رأسي ويمكن الجمع بأن ما في الرواية الأولى كان بعد أن تكرر منه الهم وما في الرواية الثانية كان بعد أن حصل منه هم آخر وكذا يقال في الثالثة وخرجوا راجعين إلى بلادهم حتى إذا كانوا ببعض الطريق بعث الله على عامر بن الطفيل الطاعون في عنقه أي وفي لفظ حلقه أي وأوى لبيت امرأة سلولية من بني سلول وكانوا موصوفين باللؤم وفي كلام السهيلي إنما اختصها بالذكر لقرب نسبها منه لأنها منسوبة إلى سلول بن صعصعة والطفيل من بني عامر بن صعصعة أي فهي تأسف عليه وصار يأسف الذي كان موته ببيتها وصار يمس الطاعون ويقول يا بني عامر غدة أي أغد عدة كغدة البعير وموتا في بيت امرأة من بني السلول ائتوني بفرسي ثم ركب فرسه وأخذر رمحه وصار يجول حتى وقع عن فرسه ميتا أي ويذكر أنه صار يقول ابرز يا ملك الموت وفي لفظ يا موت ابرز لي أي أي لأقاتلك وهذا يدل على أن موت عامر لم يتأخر سيما وقد جاء في رواية فخرج حتى
(٢٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 242 243 244 245 246 247 248 249 250 251 252 ... » »»