السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٣ - الصفحة ٢٣٨
ووفد عليه صلى الله عليه وسلم وهو في خيبر الأشعريون صحبة أبي موسى الأشعري صحبوا جعفر بن أبي طالب من الحبشة وقال صلى الله عليه وسلم فيهم كما تقدم أتاكم أهل اليم أرق أفئدة وألين قلوبا الإيمان يمان والحكمة يمانية وقال في حق أهل اليمن يريد أقوام أن يضعوهم ويأبى الله إلا أن يرفعهم والأشعري نسبة إلى أشعر واسمه نبت بن أدد ابن يشجب وإنما قيل له أشعر لأن أمه ولدته والشعر على بدنه قال لما فتحت مكة ودانت له صلى الله عليه وسلم قريش عرفت العر ب انه لا طاقة لهم بحرب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا بعداوته لأن قريشا كانت قادة العرب ودخلوا في دين الله أفواجا قال في النهاية الوفد القوم يجتمعون ويردون البلاد واحدهم وافداهم والوفد رسول القوم يقدمهم وقد يراد به ما هو أعم من ذلك فيشمل من قدم رسول الله وحينذ يكون من ذلك كعب بن زهير رضى الله تعالى عنه فإنه قدم على رسول الله وسبب ذلك أن أخاه بجير بن زهير خرج يوما هو وكعب في غنم لهما فقال لأخيه كعب بن أثبت في الغنم حتى آتى هذا الرجل يعني النبي صلى الله عليه وسلم فاسمع كلامه وأعرف ما عنده فأقام كعب ومضى بجير فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمع كلامه وآمن به وذلك أن أباهما زهيرا كان يجالس أهل الكتاب ويسمع منهم أنه قد آن مبعثه صلى الله عليه وسلم ورأى زهير والدهما رضي الله تعالى عنهما أنه قد مد بسبب من السماء وأنه مد يده ليتناوله ففاته فأوله بالنبي صلى الله عليه وسلم الذي يبعث في آخر الزمان وأنه لا يدركه وأخبر بنيه بذلك وأوصاهم إن أدركوا النبي صلى الله عليه وسلم أن يسلموا ولما اتصل ولما اتصل خبر إسلام بجير بأخيه كعب أغضبه ذلك فلما كان منصرفه صلى الله عليه وسلم من الطائف كتب بجير رضي الله تعالى عنه إلى أخيه كعب بن زهير وكان ممن يهجو رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبره بفتح مكة وأنه صلى الله عليه وسلم قتل بها رجالا ممن كان يهجوه من شعراء قريش وهرب بعضهم في كل وجه كابن الزبعري وهبيرة بن أبي وهب وأنه صلى الله عليه وسلم قال من لقي منكم كعب بن زهيرة فليقتله فإن كان لك في نفسك حجة فطر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه لا يقتل أحدا جاء تائبا ولا يطالبه بما تقدم الإسلام وإن أنت لم تفعل فانج إلى نجاتك
(٢٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 233 234 235 236 237 238 239 240 241 242 243 ... » »»