واطو ما ذركرت لك وفي رواية ان أبا بكر رضي الله عنه قال يا رسول الله أتريد ان تخرج مخرجا قال نعم قال لعلك تريد بني الأصفر قال لا قال أفتريد أهل نجد قال لا قال فلعلك تريد قريشا قال نعم قال يا رسول الله أليس بينك وبينهم مدة قال أو لم يبلغك ما صنعوا ببني كعب يعني خزاعة قال وأرسل صلى الله عليه وسلم إلى أهل البادية ومن حوله من المسلمين في كل ناحية يقول لهم من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحضر رمضان بالمدينة أي وذلك بعد أن تشاور رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أبي بكر وعمر رضي الله عنهما في السير إلى مكة فذكر له أبو بكر رضي الله عنه ما يشير به إلى عدم السير حيث قال له هم قومك وحضه عمر رضي الله عنه حيث قال نعم هم راس الكفر زعموا أنك ساحر وانك كذاب وذكر له كل سوء كانوا يقولون وأيم الله لا تذل العرب حتى تذل أهل مكة فعند ذلك ذكر صلى الله عليه وسلم أن أبا بكر كإبراهيم وكان في الله الين من اللين وان عمر كنوح وكان في الله أشد من الحجر وان الأمر امر عمر وتقدم نحو هذا لم استشارهما صلى الله عليه وسلم في أسارى بدر أي ثم قدمت المدينة من قبائل العرب أسلم وغفار ومزينة وأشجع وجهينه ثم قال صلى الله عليه وسلم اللهم خذ العيون والأخبار عن قريش حتى نبغتها في بلادها أي وفي رواية قال اللهم خذ على اسماعهم وابصارهم فلا يرونا الا بغتة ولا يسمعون بنا الا فجأة وأخذ بالأنقاب أي الطرق أي أوقف بكل طريق جماعة ليعرف من يمر بها أي وقال لهم لا تدعوا أحدا يمر بكم تنكرونه الا رددتمهوه ولما اجمع صلى الله عليه وسلم المسير إلى قريش وعلم بذلك الناس كتب حاطب بن أبي بلتعة إلى قريش أي إلى ثلاثة منهم من كبرائهم وهم سهيل بن عمرو وصفوان ابن أمية وعكرمة بن أبي جهل رضي الله عنهم فإنهم اسلموا بعد ذلك كما تقدم كتابا يخبرهم بذلك ثم أعطاه امرأة وجعل لها جعلا على أن تبلغه قريشا ويقال أعطاها عشرة دنانير وكساها بردا أي وقال لها اخفيه ما استطعت ولا تمري على الطريق فإن عليه حرسا فسلكت غير الطريق قال وتلك المرأة هي سارة مولاة لبعض بني عبد المطلب بن عبد مناف وكانت معنيه بمكة وكانت قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وأسلمت وطلبت منه الميرة وشكت الحاجة فقال لها رسول الله
(١٠)