تفلحوا وخلفه له غديرتان أي ذؤابتان يرجمه بالحجارة حتى أدمى كعبه يقول يا أيها الناس لا تسمعوا منه فإنه كذاب فسألت عنه فقيل إنه غلام عبد المطلب فقلت ومن الرجل الذي يرجمه فقيل هو عمه عبد العزى يعنى أبا لهب أي وفى السيرة الهشامية عن بعضهم قال إني لغلام شاب مع أبي بمنى ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقف في منازل القبائل من العر ب فيقول يا بنى فلان إني رسول الله إليكم يأمركم أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وأن تخلعوا ما تعبدون من دونه من هذه الأنداد وأن تؤمنوا بي وتصدقونى وتمنعوني حتى أبين عن الله عز وجل ما بعثني به قال وخلفه رجل أحول وضئ له غديرتان عليه حلة عذنية فإذا فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوله قال ذلك الرجل يا بني فلان إن هذا الرجل إنما يدعوكم إلى أن تسلخوا اللات والعزى من أعناقكم إلى ما جاء به من البدعة والضلالة فلا تطيعوه ولا تسمعوا منه فقلت لأبى من هذا الرجل الذي يتبعه يرد عليه ما يقول قال هذا عمه عبد العزى بن عبد المطلب وذكر ابن إسحاق أنه صلى الله عليه وسلم عرض نفسه على كندة وكلب أي إلى بطن منهم يقال لهم بنو عبد الله فقال لهم إن الله قد أحسن اسم أبيكم أي عبد الله أي فقد قال صلى الله عليه وسلم أحب الأسماء إلى الله عز وجل عبد الله وعبد الرحمن ثم عرض عليهم فلم يقبلوا منه ما عرض عليهم وعرض على بنى حنيفة وبنى عامر بن صعصعة أي فقال له رجل منهم أرأيت إن نحن بإيعناك على أمرك ثم أظفرك الله على من خالفك أيكون لنا الأمر من بعدك فقال الأمر إلى الله يضعه حيث شاء قال فقال له أنقاتل العرب دونك وفى رواية أنهدف نحورنا للعرب دونك أي نجعل نحورنا هدفا لنبلهم فإذا أظهرك الله كان الأمر لغيرنا لا حاجة لنا بأمرك وأبوا عليه فلما رجعت بنو عامر إلى منازلهم وكان فيهم شيخ أدركه السن حتى لا تقدر أن يوافى معهم الموسم فلما قدموا عليه سألهم عما كان في موسمهم فقالوا جاءنا فتى من قريش أحد بنى عبد المطلب يزعم أنه بني يدعونا إلى أن نمنعه ونقوم معه ونخرج به إلى بلادنا فوضع الشيخ يده على رأسه ثم قال يا بنى عامر هل لها من تلاف أي تدارك هل لها من مطلب والذي نفس فلان بيده ما يقولها أي ما يدعى البنوة كاذبا أحد من بنى إسماعيل قط وإنها لحق وإن رأيكم غاب عنكم
(١٥٤)